بعد أن وضعت المملكة في خطتها التنموية 2030 قطاع السياحة في مقدمة القطاعات التنموية التي ستسهم في تغذية الاقتصاد السعودي خارج قطاع البترول كان لابد وأن يتبع ذلك الكثير من القرارات والمشاريع والبرامج ليكون قطاع السياحة داعماً لهذا الهدف وكان البدء بتأسيس وزارة للسياحة لتكون مختصة بإدارته وتنميته، وهذا أدى بالطبع إلى استحداث سلسلة طويلة من المشاريع التنموية المتنوعة المسار، البعض منها يخدم مجال السياحة الدينية التي يعد محورها خدمة الحجاج والمعتمرين القادمون إلى الحرمين الشريفين، والبعض الآخر يخدم مجال السياحة التاريخية والحضارية ومحورها زيارة المناطق السياحية ذات العمق التاريخي الممتد عبر آلاف السنين والتي تحتويها كافة مناطق المملكة من شمالها حتى جنوبها، ثم يأتي محور السياحة الترفيهية ومحورها زيارة المناطق ذات الطبيعة الساحرة في جنوب المملكة كعسير وجازان ونجران والطائف والباحة، وقد قدمت الدولة الكثير من تلك المشاريع في مناطق مختلفة وبما أن منطقة الباحة تعد الأجمل من حيث الطبيعة ومن حيث المناخ المعتدل صيفاً والبارد شتاءً، وهذا ما أكده ذلك الحشد الكبير من السياح الذي حظيت به المنطقة من كل مناطق المملكة وحتى من الدول المجاورة خلال هذا الصيف حيث كشفت تفاعلات السياح الإيجابية عن المنطقة حجم الإنبهار بما تحتويه بطبيعتها الساحرة وكثرة شلالاتها المتدفقة في كل واد من وديانها.
ومن هذا المنطلق السياحي الهام أتمنى من كافة الجهات الحكومية والخاصة أيضًا أن تسهم بما يخصها لدعم المشاريع والبرامج السياحية لهذه المنطقة، ويقيني أن قيادتنا -رعاها الله تعالى- تولي جل اهتمامها لهذا الجانب وستخصص لها الكثير من تلك المشروعات الاستراتيجية التي ستخدم السياحة فيها مستقبلاً، وما الزيارة المزمع القيام بها لهذه المنطقة من قبل سمو ولي العهد وعراب خطتنا الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله وسدد خطاه- سوى دعم بارز لهذه المنطقة وأهميتها السياحية، ولعل أبرز المطالب الاستراتيجية التي يتطلع لتحقيقها أبناء المنطقة هي:
- ضم محافظة القنفذة لمنطقة الباحة إدارياً كي تكون منفذاً بحرياً يتم استثماره سياحياً أفضل استثمار وهذا الأمر أراه متحقق من حيث الواقع العمراني حيث أصبحت منطقة الباحة متصلة عمرانياً بمحافظة القنفذة.
- توسيع وتهيئة الطرق الجبلية التي ترتبط بينهما وهي متوفرة لكن يستوجب تطويرها وتوسعتها
- ضرورة ربط المنطقة بخطوط السكة الحديدية الساحلية والجبلية المزمع إنشاؤها بين الشمال والجنوب
- استحداث ودعم المشاريع الكبرى الجاذبة للسياحة التي تفتقدها المنطقة وتكثيف البرامج السياحية والثقافية والترفيهية
- انطلاقاً من هذه القيمة السياحة الكبرى أتمنى أن تكون المنطقة محطة لإقامة المؤتمرات والندوات العالمية والمحلية وتكون محطة تدريبية للكثير من القطاعات العسكرية والمدنية
والله من وراء القصد.