بادئ ذي بدء، أُشِيد بالحراك غير المسبوق الذي تشهده ساحتنا الكروية بالاستحواذ على بعض الأندية ودعم الأخرى، ممّا له فوائد اقتصادية واجتماعية وترفيهية كثيرة، وهو سبب رئيس لتطوير الرياضة بشكل عام وجعْلها مُتنفّساً لجماهيرنا شأنها شأن الجماهير الأخرى حول العالم.
والاتحاد السعودي لكرة القدم تعاقد مؤخّراً مع مدرّب إيطالي قدير هو روبرتو مانشيني، وهرع إلينا الرجل بعد أن قدّم استقالة فورية ومفاجئة من تدريب منتخب بلاده، الأمر الذي يدلّ على رغبة جامحة منه لتدريب منتخبنا بعد أن شاهد أفضل لاعبي العالم يشدّون رحالهم إلينا، وربّما من أجل المال السخيّ وهذا طبيعي ومن حقّه، فكرة القدم صارت علماً ومهنة وسُمعة وتجارة.
بيْد أنّني وضعْتُ نفسي مكانه، مع اعتذاري لذلك، فالفارق بيننا كُروياً هو مثل الفارق بين الثرى والثُريّا، وحاولْتُ تشكيل منتخب سعودي قويّ ينتصر على منتخبات آسيا التي هي مرجعنا التأهيلي للبطولات العالمية دون غيرها من البطولات الإقليمية كالخليجية، فمن أين سأختار ٢٣ لاعباً سعودياً: ٣ حُرّاس للمرمى، و٨ مدافعين، و٨ للوسط، و٤ للهجوم؟ وسط اكتساح كبير من اللاعبين الأجانب لجُلّ مراكز اللعب في أنديتنا خصوصاً في مراكز الوسط والهجوم؟! قد تبدو اختيارات الحراسة والدفاع بلا مشكلات فما زال هناك حُرّاس ومدافعين سعوديين محتفظين بمراكزهم ومستوياتهم المتميّزة، لكنّ أمّ المشكلات تكمن في لاعبي الوسط والهجوم، فمعظم اللاعبين السعوديين سواءً الذين سبق اختيارهم للمنتخب أو الذين لم يُختاروا بُعْد سيكونون لاعبين احتياط في أنديتهم مع لمعان اللاعبين العالميين المُستقطَبِين، وقد لا يلعبون إلّا لدقائق معدودات في نهاية مبارياتهم الدورية، وهذه معضلة لا أعلم كيف تُحَلّ فاحتكاكهم المحلّي الكبير هو أساس نجاحهم الدولي، اللهم إلّا إذا أُلزِمَت أنديتنا بقوانين وطنية تحول دون قبْعِ لاعبينا ونومهم البياتي الصيفي والشتوي السلبي على مقاعد دكّة الاحتياط المُريحة.
(Buona fortuna amico) ومعناها (حظ سعيد يا صديقي)، وهي موجّهة لمدرّب المنتخب، روبرتو مانشيني!.