للناس آراء مُختلفة حول كل شيء من حولهم، وأنا أحب هذا الاختلاف الذي يدعم الإبداع وينميه.. فأحاول دائماً النظر من زاوية أخرى حتى أُكون رأيي الخاص.
لذلك أرى الفضفضة خطوةً سلبية لا تحمل الإنسان إلى عالم التعافي.. فمن يتحدث طوال الوقت عن همومه لا ينال أي فائدة، إنه فقط يتذكّر الأمور التي تحزنه وتغضبه وتشعره بالتوتر.. إن تذكر سلبيات حياتك يعطيك أسباباً أكثر كي تحزن وتغضب حيالها، وليس هذا هو المطلوب أبدًا!
حين تتجه للفضفضة، تذكر بأنك أفضل صديق لنفسك، وبأن إخبارك لآخرين عن معاناتك ومشاكلك لن يغير شيئاً سوى إحساسهم بالشفقة عليك، وربما بهذا الفعل تنشر الطاقة السلبية في محيطك.. إن الكلمة التي تقولها تأسرك، والأسرار التي تشاركها الآخرين تصبح قيوداً لهم عليك.. لا تُبقِ همومك وأحزانك بداخلك ولكن لا تعطِها للناس، أي حين تريد الفضفضة فضفض لنفسك.
حسنا كيف تفضفض لنفسك؟ إن جلسات الاسترخاء والتأمل تصفي الذهن وتطرد الطاقة السلبية، فهي من الخطوات المفيدة للتخلص من المكبوت في داخلك.. أيضًا تناول ورقة وقلمًا واكتب جميع الأحداث والأشخاص الذين يؤذونك، إن الورقة والقلم لن يفشيا أسرارك، فتحدث إليهما.. الكتابة تمنحك القدرة على التفكير والمرونة لإيجاد الحلول، بدلاً من إقامة حلقات بكاء ومواساة ومشاعر الأسف مع الآخرين.. كما أن الوقت الضائع في التحدث والشكوى للآخرين لا يعود بفائدة وليس كالوقت المنقضي في الكتابة، فالكتابة هي نشاط بدني يعزز صحة الإنسان ويُصفي ذهنه ويرشده للتفكير السليم المنظم.
حسنًا.. ماذا بقي؟
بقي القول.. تقول العرب: "من ضاق صدره، اتسع لسانه"، ولكن احذر أن يؤذيك هذا الاتساع!