- الكونُ لا يتآمر ضدّك، ولا يتآمر لصالحك، الكونُ لا يهتمّ بك أصلاً.. الحياة لا تملكُ بالضّرورة صفقةً عادلةً تعرضها عليك، وليسَ عليها أن تُعاملك بطيبةٍ لأنك إنسانٌ طيّب، ولا أن تُحسِن إليك لاعتقادِك بأنّك تستحق.. "من جدّ وَجد"، جملةٌ ليست دقيقة، بل - أحياناً - مُضلِّلة.
- الطيّبون عادة يُراعون قيمهم وأخلاقيّاتهم المثالية.. فهم مُلتزمون بها ويتحرّكون داخل مُحيطها.. أمّا الأوغادُ فلا مُثل ولا مبادئ ثابتة لديهم، بل أكثرهم لا خلاقَ لهم، لذلك كثيراً ما ينتصر الأوغادُ على الطيّبين في صراع الحياة. يقول (برتراند راسل): "يوجدُ في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثيرُ من الظلم.. وغالباً ما يُعاني الطيبون، وغالباً ما ينجح الأشرار".
- ستشعر بالتحرّر النفسي وكثيرٍ من الطمأنينة والسُّكون.. عندما تقتنع أنّ أهميّة وجودك التّافه في الكون الفسيح والزمن المُمتد، كعدَمه.. وأنّك غير ضروري لاستمرار الحياة على وتيرتِها وسُننها، وأنك ستعبر كغيرك، وفي الغالب، دون حتى أثرٍ يُذكَر.
- قد لا يحدث كلّ شيءٍ دوماً لسببٍ معيّن.. لا أدري.. الحياةُ لا تبدو لي منطقيّةً دائماً.. لكنها واقعٌ متقلّب غيرُ مضمون يستحقُّ العيش والتعاطي الصحّي معه، وإذا كنتَ تبحث عن نهاياتٍ منطقية، فيا يا للأسف يا عزيزي: الحياةُ سوف تخذلك كثيراً، فلا تتحمّس، بارك الله فيك!.
- أن يُفرِط الشخص في تفاؤله بهذه الحياة، بالرّغم مما تحمله في طيّاتها ومنحنياتها من قسوةٍ وجبروت وغُبنٍ ومهازل، معناه أن يكون مُستفيداً جدّا من الوضعِ القائم.. أو أنّه في غاية البلاهةِ واضطرابِ الإحساس.
- يرى (هيدجر) أننا كلّ يوم نواجه العَدم، ونتجه إليه سريعاً.. ولذلك ينبغي علينا تقدير اللحظات الوجيزة التي نعيشُها في الكونِ متحدِّين معه بروابط وجودية، حتى يمكننا الاستمتاع بِحياتنا القصيرة، وتخفيف مَشاعر الاغتراب.
- من مَهمّات الفلسفة، معرفة أن الحياةَ ليست جنّة، وليست جحيماً أيضاً.. وأنّ الكوارثَ والمآسي وخيبات الأمل، وكذلك الموت، أمورٌ متوقّعة وأصيلةٌ في صميم الكون ومسار الحياة، ومن خلالِ هذه المفاهيم وغيرها، يُمكننا العيش بحكمةٍ وفضيلةٍ وسعادة.
- الكونُ من حولنا يفيضُ بالصّمت والخشوعِ والتنظيم والعُزلة.. إنّ الإنسان وحده الثّرثار الفوضوي الصّاخب. يقول الكاتب (بيل واترسون): "أكبرُ دليلٍ على وجود "كائناتٍ ذكية" في هذا الكون.. هو أنّ تلك الكائنات لا تحاولُ الاتصالَ بنا نهائياً!".