ليس هناك شعب عربي أقرب إلى الشعب السعودي من الشعب المصري، والكيمياء (Chemistry) بينهما مُتفاعِلة دائماً داخل زجاجة متينة ومُحصّنة ضدّ الكسر بدعّامات من الحبّ والمودّة والتآلف، في الماضي والحاضر والمستقبل.
وللشعب المصري فضل كبير على كلّ الشعوب العربية، وليس على الشعب السعودي فقط، خصوصاً في بدايات وأواسط القرن الماضي عندما احتاجت الدول العربية للموارد البشرية المصرية للمساهمة في قطاعاتها التنموية، من تعليم، وبناء، وصحّة، وهندسة، وزراعة، وصناعة، وحرف مهنية، ورياضة وغيرها من قطاعات التنمية، بسبب أسبقية المصريين فيها عن كلّ العرب، وبِحُكْم أكثريتهم السُكّانية، ومن يُنكر ذلك من العرب فلا شكّ أنّه جاحد للجميل.
بيْد أنّ بعض الأشقّاء المصريين، وأضع عشرة خطوط تحت كلمة (بعض)، قد ترسّخت لديهم قناعة نفسية لا يمكن تغييرها، أو على الأقل يصعب تغييرها، وهي تشبه قناعة الأخ الأكبر مع إخوته الأصغر منه، بأنّه طالما سبقهم هو في أوجه إدارة معيشتهم فسيبقى هو الأفضل وإن طال الزمن، عكس ما ينطوي عنه الزمان فقد يبرز أخٌ أصغر دون أخٍ أكبر، وهذه هي الأيام يداولها الله بين الناس ليرى عملهم وسعيهم فيما رزقهم وتفضّل عليهم به.
وضُح ذلك كثيراً في الجدل الذي ما زال دائراً حالياً بقوّة ضمن أوساط كروية وشعبية مصرية عن دوري روشن السعودي لكرة القدم (RSL) واقتحامه المُثير لقائمة أفضل الدوريات العالمية، بسبب الدعم الحكومي الخيالي للأندية السعودية، واستقطابه لأفضل اللاعبين العالميين، فحصل خلل في التفاعل الكيميائي وظهرت فقاعات هناك قد تبنّت الموقف الحاضر الغائب للأخ الأكبر بقناعته النفسية المترسّخة بأنّه هو الأفضل، ويستحيل أن يبرز من هو أصغر منه، وأنّه هو الذي عَلَّمَ ولا يُعلَّم، حتّى وصل بهم الأمر لمطالبة اللاعب المصري العالمي محمّد صلاح بعدم القدوم للدوري السعودي لأنّه فوق مستواه، إلخ إلخ إلخ.
هذه قناعتي، أقولها لكم، وما (تزعلوش) منّي، أحبّتي أبناء وبنات بلد الكنانة العظيم، وممكن تغيّروها لو سمحتم، فالموضوع ما (يستاهلش)، والله العظيم.