استقر معرض «الهجرة على خُطى الرسول ﷺ في المتحف الوطني بالرياض بصفته المحطة الثانية له، وهو يحاكي أدق التفاصيل طوال ثمانية أيام عاشها الركب النبوي الشريف في رحلته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
أخذ المعرض أرواح زواره في تلك الرحلة، منذ أن اجتماع سادة قريش في «دار الندوة» المركز الرئيسي للاجتماعات في مكة، لمحاولة إحباط هجرة الرسول إلى المدينة، وذلك بالاتفاق على قتله على يد شباب كل قبائل مكة.
ثم استعراض نجاة الرسول منهم ورحلته المباركة إلى المدينة واختبائه مع صاحبه في غار جبل ثور على مدار ثلاث ليال؛ و يفضي المعرض بزواره إلى موقع يحاكي الغار، ويظهر به نسيج لبيت عنكبوت وهو ما ظهر على المدخل وصرف أنظار المطاردين.
ويتستمر المعرض يحكي بصور جذابة محطات الرحلة محطة تلو أخرى وساروا يصحبهم الدليل، في ممرات سرية متعرجة بين الجبال، ومشوا بمحاذاة جبال بشيمات ثم اتجهوا شرق الحديبية، وعبروا من ثنية المرار، ثم من جبال الخشاش، حتى أصبح الركب النبوي الشريف غرب حرة ضجنان وكراع الغميم، ويستمر حتى توقفهم عند «أم معبد» ثم مُضِيِّهم من وادي كلية حيث كان يطاردهم سراقة بن مالك، واستمرت القافلة بالمسير، وصولاً إلى «الجحفة».
وتواصل توثيق تنقلات النبي الكريم، إلى أن توجه من قباء ليثرب، والناس حينئذ في الطرقات، والنساء ينادين باسمه من على الأسطح، والرجال كذلك يهتفون، وتشير بعض الروايات إلى أن الناس أنشدوا حينها «طلع البدر علينا».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
