أواجه هذه الأيام ظروفاً صعبة، تأثرت بسببها كثيراً، هذه الظروف جعلتني أحيا تحت ضغط لا يمكنني تحمله.
اعتزلت الناس، أحاول قدر المُستطاع أن أُخفف من حجم الخسارات المُمكنة، وأن أتراجع للوراء كثيراً، لعل وعسى أن تمر هذه السحابة.
هذه الظروف زرعت حزناً عميقاً في داخلي، ومُجبرٌ على التعايش معه، والرجاء من الله عز وجل أن يتغيّر الحال وتتيسّر الأمور.
لكن زلزال المغرب أعاد لي صواباً كدتُ أفقده، تحت وطأة التشتت والحزن.
مشاهد الموت المُفزعة التي رأيتها أبكتني طويلاً.
الأم المكلومة التي خلال لحظات فقدت أطفالها وزوجها، والأب الذي يقف مذهولاً أمام جُثث أبنائه وزوجته وطفلته ذات الـ 14 ربيعاً تقفُ بجانبه، وكأن الموت سرق روحها، رغم أنها نجت من الموت، أُمٌ تتوسل دفن أطفالها، ومُسنّة تسأل: من لي بعد ابني، أبٌ تحت الركام يُنادي: أنقذوا طفلي ودعوني أموت.
لقد أدركت أنني رُغم كُل شيء أحيا بنعيمٍ وفضلٍ من الله، آمناً مُطمئناً، لا حزن يستحق أن يُسمى حُزناً أمام هذه المشاهد المُرعبة التي فطرت قلوبنا في المغرب.
أخيراً..
أسأل الله العلي القدير.. أن يجبر مُصاب إخوتنا في المغرب الشقيق، وأن يُلهم ذوي القتلى الصبر والسلوان، وأن يشفي المُصابين ويُخفف عنهم.