عندما تستمع لخُطبة الجمعة اليوم، ستجد شيئاً مُختلفاً لم تكن تسمعه في مرحلة ما.
منابر تتحدث عن القيم والأخلاق، والوطن والوفاء، والولاء والتلاحم، والتكاتف والعطاء، والدعوة للحق، والوقوف خلف ولاة الأمر، ونبذ التطرف، والتوعية بخطر خطاب الكراهية.. منابر زُرعت بها الحياة.
هذه المنابر يوماً ما كانت بعيدة جداً عن حياتنا، استغلها البعض لتمرير تطرفه، ولكن تلك المُخططات انكشفت، وقالها سمو ولي العهد صراحةً: لا هُدنة مع التطرف أبداً.
بدأ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بالحديث صراحةً عن أهمية الالتزام بالدور التوعوي للمنابر، ومن لا يلتزم فليذهب إلى منزله، وهذا حماية له وللمجتمع من الأذى الفكري، الذي قد يتسبب به.
لم يتورع المتطرفون عن الطعن في الوزير ومهاجمته، ومحاولة إيذائه في بيته وأهله وأبنائه، وكان صابراً مُحتسباً، حتى زال الضباب وتلاشت الغمامة، وبدأت المنابر التي يعلو بها صوت الوسطية والاعتدال تأخذ مكانها بين الناس، وظهر أثرها الإيجابي، وأصبح الجميع يُشيد بهذا النجاح الكبير.
المواجهة الفكرية هي الأصعب دائماً، والنجاح فيها يُعتبر مكسباً عظيماً، وهذا ما يجعلنا اليوم نفخر بما وصلنا إليه، وندعم الأبطال الذين تصدوا لهذه المهمة.