هذا الانحياز الأعمى من بعض الجماهير السعودية للاعبي المنتخب الذين ينتمون فقط لأنديتهم المُفضّلة، هو شيء زاد عن حدّه، وكلّ شيء يزيد عن حدّه ينقلب ضدّه!.
ويتمخّض عن هذا الانحياز: التشجيع بالتجزئة للمنتخب، بمعنى أنّ جماهير النادي (س) مثلاً تنسب الفضل - إذا فاز المنتخب - إلى لاعبي نادي (س)، وتُحمّل مسؤولية الهزيمة - إذا وقعت - على لاعبي نادي (ص)، والعكس صحيح، لوجود أندية أخرى مثل (ع) و(غ) و(ف) و(ق)، تعدّدت الأندية والانحياز واحد!.
والمشكلة ليست وليدة حديثة ترضع من حليب أمّها، بل هي مشكلة قديمة بِعُمْر كرة القدم لدينا، ولم تتمكّن الرئاسة العامّة لرعاية الشباب قبل تحوّلها للهيئة العامّة للرياضة ثمّ وزارة الرياضة حالياً مع اتحاد كرة القدم، من حلّها، وقد تضخّمت مثل كرة الثلج، التي تنحدر لأسفل الجبل من قمّته الجليدية!.
ظهر ذلك جليّاً في القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي بعد مباراتي المنتخب الودّيتيْن؛ مع منتخبي كوستاريكا وكوريا الجنوبية، اللتيْن خسرهما المنتخب، فتفرّغت هذه الجماهير لإشعال نار الفتنة الكروية، لدرجة أنّ بعضها سَمَّى المنتخب السعودي بمنتخب (س)، أو منتخب (ص)... إلخ إلخ إلخ!.
وفي ظلّ استمرار هذه الظاهرة، أعتقد أنّنا نحتاج للخروج من صندوق التقليدية قليلاً للقضاء عليها، فالتوعية الرياضية ومحاولة إقناع المتعصّبين بإصلاح قناعاتهم أثبتت فشلها الذريع، فضلاً عن الضرر الكبير الذي يلحق بالمنتخب، وبالتالي على سواد الجماهير المخلصة التي تنحاز للمنتخب أكثر من الأندية، فأقترح تسجيل مخالفة على أيّ إعلامي أو فرد مشهور أو غير مشهور من الجماهير يُشكّك من منابر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي عن إخلاص المسؤولين عن المنتخب ولاعبي المنتخب، مع فرض غرامة مالية عليه، فلا يردع المخالفين الذين لا يُراعون أهمية المنتخب وأفضليته على كلّ الأندية مهما أحببناها وعشقناها إلّا المال، والمنتخب يُمثّل الوطن، من خليجه العربي شرقاً إلى بحره الأحمر غرباً، مروراً بربوة نجد الخير، وكلّ المناطق، وليس هناك أغلى من الوطن.