أبْدَيتُ ندمي في مقالي المنشور سابقاً (مطلاق السيّارات) على بيع سيّارتي الصغيرة وشراء سيّارة أخرى كبيرة، ولو وقفتا بجانب بعضهما لاعتقد من يراهما أنّهما أختان غير شقيقتيْن، إحداهما طويلة وسمينة، بينما الأخرى قصيرة ونحيلة!.
وذكرْتُ في المقال سببيْن للندم، هما استهلاك السيّارة الكبيرة لوقود أكثر ويحتاج ميزانية شهرية لا تقلّ عن ١٢٠٠ ريال، فضلاً عن صعوبة وأحياناً استحالة العثور على موقف يتّسع لها بالقُرْب من الأماكن التي أذهب بها إليها!.
ذات مرّة حشرتُها بالعافية بين سيّارتيْن بجوار محلّ مُكسّرات شهير، فاحتلّت هي كامل مساحة الموقف باستثناء سنتيمترات معدودة، فجاء صاحبُ إحدى السيّارتيْن، السمين، وأنا في المحلّ أذوق وأنتقي الكاجو المُحمّص، وكاد يشتبك معي بالأيدي والأرجل لإخراجها من الموقف كي يستطيع هو فتح باب سيّارته للدخول إليها، وكانت واقعة تُثير الضحك والبُكاء في آنٍ واحد!.
أمّا الآن فحان الوقت لِذِكْر السبب الثالث، وهو أُذُنا سيّارتي الكبيرتيْن، وأقصد مِرْآتيْها الجانبيتيْن، وكيف جعلتاني أحنق على الشارع الفرعي الصغير الذي يقع فيه بيتي، وكذلك على السيْارات المارّة به خصوصاً سيّارات المدرسة المجاورة لي، إذ أنسى أحياناً إعادتهما لوضع الثني قبل دخولي للبيت، فتظلّا بارزتيْن للخارج مثل أُذنيْ فيل كبير، فلا يملك سائقو السيّارات المارّة خلال ساعة الصرْفة سوى معاقبتهما بالاصطدام معهما، تارةً المرآة اليُمْنى وتارةً اليُسْرى حسب وضع إيقافي لسيّارتي باتجاه الشرق أو الغرب، فأخرج من البيت وأجدهما إمّا ممصوعتيْن، أو مكسورتيْن، أو مصدومتيْن يحتاجان معه للصيانة!.
طبعاً، لا تقولوا لي عن المدرسة وغياب النظام المروري عنها خلال الحضور والانصراف، ولا عن بناء المدارس وسط الأحياء الفرعية بدون بُنية مرور ومواقف لوجستية، ولا عن سلوك السائقين الوافدين وأحياناً المواطنين الذين لا يكترثون بجيران المدرسة وكلّ همّهم هو الفوضى والخروج من الشارع بالتي هي أحسن أو أسوأ، ويا أمان أُذني سيّارتي الكبيرتيْن، وكلّ واحد يخلّي باله من أُذنيْ سيّارته الكبيرة أو يشتري واحدة صغيرة، هذا ما سأفعله في القريب العاجل!.