تعتلي السعودية اليوم سلم الإنسانية والنهضة الحضارية والرتبة العالمية من خلال ماهي عليه من إنجازات وأعمال ومبادرات إنسانية وحضارية جعلت سمعتها عالمية، أسس لها وأتم بناءها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين، وليعتز الفرد السعودي ذكراً كان أو أنثى بأن دولته أصبحت رقماً مميزاً ومتقدماً بين الدول، وأشير هنا إلى شيء من تلك الإنجازات: تذكرون كيف كان العالم أيام وباء كورونا وكيف كان حالنا وماهو مستوى التقدم الصحي والتقني والإلكتروني عندنا؟ فذلك أفق من التقدم والحضارة.
وقبل أشهر كنا نعيش أيام الحج وعشنا وشفنا قمة الإنجاز في إدارة الحشود التي تتم للملايين من الحجاج والمعتمرين وقاصدي مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم بالتطور التقني على جميع المستويات والوزارات ذات الشأن بالحج، في الأمن والغذاء والمواصلات والصحة وخدمة الحجاج والقيام على أمورهم والتقنيات والتنقلات الحديثة وغيرها وكثير مما يخص أمور الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، إنه فعلاً إنجاز حضاري كبير.
ثم انظروا إلى السياسة الخارجية وعمق أهدافها وأبعادها المستقبلية وعلاقتنا مع الجيران، والقريب والبعيد كيف تحولت وتوحدت وجمعت الشمل العربي وكانت همة السعودية في القمة العربية نجاحاً يغيظ الاعداء، وأخيراً القمة السعودية الأفريقية، وحركة التواصل الخارجي مع العراق وإيران وسوريا وكذا التوازن في السياسة مع الغرب والشرق مع أمريكا وروسيا على حد سواء، وليس حضور المملكة قمة مجموعة العشرين في الهند عنا ببعيد واقتراحها مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا مروراً بالسعودية.
فالجانب الخيري والعمل الإنساني الذي تقدمه دولتنا في جميع الاتجاهات شاهد على عالميتها خاصة التقدم الصحي والطبي حتى أصبحت السعودية قبلة العالم في تقنية وجراحة فصل التوائم المتلاصقة، كما تظهر عالمية السعودية في جوانب متعددة فهي تحقق أرقاماً متقدمة في التصنيف الجامعي والبحثي وفي التحرك السياسي الخارجي النفطي وغير النفطي، لقد انصهرت المصطلحات الثلاثة «إنسانية حضارية عالمية» لتكون هي كلمة السر فيمن أراد أن يعرف ماهي السعودية، بإنسانيتها غطت وساهمت في سد حاجات العديد من الدول حين نكباتها وما يحل بها من الاضطربات الكونية من زلازل وعواصف ولا يقف الحد للمعونات على دول عربية وإسلامية دون غيرها إنما كل الدول حتى من يعادينا يصله من إنسانية السعودية الشيء الكثير، ثم هي حضارية في كل منشآتها ومعطياتها الحياتية وتعليمها وعلمها وأدواتها الحياتية.
إن حديث الواقع للمملكة يقول إن التقدم الحضاري يفوق حتى دول الغرب بفضل الله حيث إن بقالة صغيرة في قرية بعيدة هي اليوم تتعامل مالياً ومصرفياً بالبطاقات الائتمانية ويدرس أبناء القرية بالآيباد بينما بعض دول الغرب لا تزال تتقاضى شرائياً بالنقود ناهيك عن جميع وسائل التقنية متوفرة الاستخدام.
إن ما تم ويتم إنما هو الصورة الحديثة للسعودية التي أصبحت وطناً عالمياً بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ذي البصيرة الثاقبة فِي الرؤية الخارجية والداخلية، إنها السعودية «وطن إنساني حضاري عالمي» إنه شعار نرفعه في يومنا الوطني ونهنئ أنفسنا وقيادتنا والعالم به، ذاكرين أن ذلك من نعم الله علينا، شاكرين فضله سبحانه وتعالى علينا وسائلين منه المزيد (وما بكم من نعمة فمن الله) (ولئن شكرتم لأزيدنكم).