في يوم الوطن نتوقف عند رؤيتنا الطموحة التي نعيش معها وبها قصص متلاحقة من النجاحات والإنجازات الوطنية، لم تكن رؤية 2030 كلمات تسطر في السجلات منذ انطلاقها في 25 أبريل 2016م، وما زالت إطلالة سمو ولي العهد في ذلك المؤتمر الصحفي وإعلان الرؤية واعتمادها من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله ورعاه- ليكون لنا موعد مع التاريخ في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، أصبح الزمن متسارعاً ومتلاحقاً نسابق فيه أنفسنا للوصول إلى قمة المجد والتميز في العطاء، وبهمة شاب طموح يمثل نموذجاً حقيقياً للقائد المؤثر الملهم عراب الرؤية سمو ولي العهد نترقب كل فكرة جديدة وكل مشروع وطني يحلق بنا حتى وصلنا بفضل الله للفضاء ووضعنا لنا بصمة في سجلات المنجزات الإنسانية.
دولة عريقة يمتد تاريخها لسنوات طويلة من مئات السنين ويضرب قادتها أروع الأمثلة للتضحية والعزيمة والفداء من أجل الوطن وتوحيد كيانه ولم شتاته منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هذا القائد الذي ولد بطلاً وحفر اسمه في سجلات التاريخ بمداد من نور نستضيء به ونستلهم من عزيمته كيف يكون الهدف واضحاً أمام القائد المؤمن بقدراته والواثق بربه والذي يحسن اختيار رجاله وفريقه الذي يعمل معه ليصل لمبتغاه ويعيد ملك آبائه وأجداده، ما أروع أن تتعطر مجالسنا بذكر هذه السيرة العطرة لمؤسس الدولة والذي أنجب رجالاً ونساء من صلبه كانوا ومازالوا مصدر فخرنا واعتزازنا ونفخر بأننا معاً نمثل قوة حقيقية في علاقة فريدة من نوعها بين القائد وشعبه.
هوية اليوم الوطني الثالث والتسعون حملت شعاراً مميزاً يليق بالمرحلة التاريخية التي نعيش (نحلم ونحقق) أحلامنا فاقت الخيال في نظر الكثير من البشر داخل وخارج المملكة وشكك البعض في قدرتنا على الإنجاز والتقدم في مشاريع الرؤية، لكن من يمتلك الهمة العالية التي شبهها سمو ولي العهد بجبل طويق لابد أن تكون منجزاته تفوق التوقعات وبلغة الأرقام تتوثق الحقائق على أرض الواقع ومن قبل خبراء ومختصين في رصد مؤشرات الأداء الحكومي حتى أصبحت المملكة اليوم في مصاف الدول المتقدمة في عدد كبير من المؤشرات الاقتصادية والثقافية والعلمية والبحوث العلمية ومؤشرات السعادة أيضاً، أصبحنا متقدمين في المجال السياحي والتقني وكل مجال يرتاده المتميزون لنا فيه باع وبصمة يشهد بها القاصي والداني.
توقفت ملياً عند ترقب إدراج أكثر من 50 موقعاً بقائمة التراث العالمي في قائمة الأمم المتحدة (اليونسكو) خلال اجتماع عقد مؤخراً في العاصمة الرياض، وزاد فخري واعتزازي بوطني الذي يقف شامخاً يعلو اسمه وتخفق رايته بشموخ لا مثيل له.
تابع العالم كله الحنكة السياسية والحكمة التي يتعامل بها قادتنا من أجل استقرار الأمن والسلام في المنطقة والتي جعلت الهدوء يعود لمنطقتنا وتخفيف حدة الصراع وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران وتلك نقلة في حقبة جديدة نعيشها من أجل التقدم نحو مزيد من المشاريع التنموية وتعزيز الاقتصاد الوطني بعد حدوث الاستقرار الأمني، وهاهي القوة الناعمة الممثلة في قطبين مهمين جداً الإعلام والرياضة تؤتي أكلها وما رصدته كاميرات الإعلاميين من استقبال وحفاوة غير عادية لفريق النصر في شوارع طهران وفرحتهم باللاعب الأسطورة رونالدو كأنه ضرب من الخيال ولكنه مع سمو ولي العهد لم يكن كذلك كان واقعاً، وما خطط له من أفكار ومشاريع ومبادرات إبداعية في الاستثمار الرياضي نرى بعيوننا ويشاهد معنا العالم ما الذي يحدث؟ ليس رونالدو هو المحرك للحدث في الشوارع بل من خطط ليكون هناك انفتاح ثقافي ومعرفي ورياضي وتفكير خارج الصندوق من قبل قائد استثنائي بمعنى الكلمة، وأنا أكتب كلماتي هذه في الوقت الذي أسمع فيه كلمات أغنية وطنية جميلة للفنان جابر الكاسر تقول: (اطرب يا موطنا وعيد والعب عرضتك المعتادة يتجدد عيدك بالفرحة خلك دايم من عواده) اسمعوها وغنوا مع الوطن ليكون لنا منجزاً حقيقياً يجعل الوطن يفخر بنا كما نفخر به، حب الأوطان لا يكون بالكلمات التي لا تجاوز الأفواه بل بالأفعال التي توثق في السجلات للتاريخ وأنا أقول سنحتفل بك يا وطن كل يوم فمن يحمل هويتنا السعودية لابد أن تكون أيامه كلها أعياداً وأفراحاً وفخراً واًعتزازاً بأغلى وأطهر ثرى وستبقى يا وطني فوق هام السحب مكانك الذي يليق بك هناك بين النجوم والكواكب بل شمساً تشرق على الكون كله وكل ذلك بفضل الله الذي يؤتي الملك لمن يشاء، فاللهم بارك لنا في ما رزقتنا وزدنا من عندك قوة وحباً وعطاء لوطن عظيم لا تغيب شمسه عن المنجزات النوعية.