عندما بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء أنزل عليه القرآن الذي أكمل وأتم فيه كل أصول التشريع ولم يترك فيه شيئاً للمأولين.
قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وقال تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) وقال تعالى (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) لكن للأسف الشديد جاء من يخالف تلك الآيات الكريمات البيّنات فشرع وغَيّر وبَدَّل حتى تضخم التشريع وتشعب وأصبح لكل فقيه تشريعه الخاص به، وكان من ضمن تلك التشريعات المضافة تغيير التقويم الذي كان معمولاً به وهو التقويم الشمسي القمري الذي كان متبعاً عند كل الأمم السابقة لينتقل إلى العام الهجري القائم على حركة القمر مع الأرض بعد ربطه بالهجرة النبوية بينما التقويم الشمسي القمري كان معمولاً به عند العرب قبل الإسلام وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يغير من هذا التقويم الذي كانوا عليه شيئاً، ولم يرد أي أثر يشير إلى ذلك وإنما أكَّد على ضرورة تجنب النسيء كما جاءت به آية النسيء في قوله تعالى (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
وهنا حدث الالتباس حينما ربط النسيء المذموم بالأيام نفسها بينما الحقيقة أن الذم كان في تأخيرها وتقديمها ليحلوا ما حرمه الله للقتال أو لغرض دنيوي لكن حذف أيام النسيء نفسها أدى إلى تغيير مواقع الشهور مع فصول العام المناخية ومواسم الزرع والحصاد ومواسم توالد الحيوانات فأصبح شهر رمضان في غير الرمضاء التي سمي بها وربيع في غير الربيع الذي سمي به وجماد في غير البرد وذو الحجة في غير موعد الحج، وهكذا بقية الشهور أصبحت متحركة بين الفصول، والأشهر الحرم في غير مواطنها التي حرمت بسببه من أجله.
وعند العمل بالتقويم الشمسي أو القمري المعدل بأيام النسيء سيكون التالي:
1- سيكون رمضان في بداية فصل الخريف مثلما كان في عهد الرسول.
2- بداية شهر محرم تكون موافقه ليوم 21 يناير.
3- الأشهر الحرم الأربعة (شوال، ذوالقعده، ذوالحجة، محرم) ورجب ليس منها لأن الله يقول (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) والإنسلاخ لا يكون لثلاثة أشهر دون شهر وستكون من 23 أكتوبر حتى 20 يناير، وهذه الأشهر هي فترة حضانة وتوالد صيد البر وسيكون فيها الحج لتأمين طريق الحج والمحافظة على الحياة البرية لإحداث التوازن البيئي.
4- سيكون صيام الناس جميعاً في يوم واحد دون خلاف.
5- ستكون ساعات الصيام متقاربة عند كل المسلمين في شتى البقاع بدل ناس تصوم 20 ساعة وناس ثلاث ساعات لأن الشمس ستكون على خط الإستواء.
6- سيكون صيام الناس وحجهم في طقس معتدل تقريباً.
7- شهر الحج سيكون في طقس معتدل كل عام بدل أن يكون مرة في الصيف ومرة في الشتاء.. والله من وراء القصد.