* (الأمن) مقصد مهم لكل الأفراد والجماعات، ومطلب ضروري لسائر الدول والمجتمعات؛ فبتوفيره يطمئن المرء على حماية ضرورات الحياة، ويتمكن من ممارسة شؤونه، والقيام بأعماله، وقضاء مصالحه؛ فالأمن ركيزة عظمى، وقاعدة أساسية تنبني عليه استقرار حياة الإنسان، وترتكز على تحققه تقدم المجتمعات.
*****
* (والأمن) يلعب دوراً رئيساً في إرساء دعائم التنمية، إذ لابد من توفير المناخ الأمني وتدعيمه حتى تُحققَ التنمية أهدافها المنشودة دون معوقات، وحتى تصل إلى مقاصدها دون منغصات، ويسهم انتشار الأمن بشكل أساسي في زيادة موارد التنمية، وزيادة الكفاءة الإنتاجية.
*****
* (الأمن الوطني) مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع، إذ ليست مسؤولية ترسيخه ملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها، بل إن النجاح لتوفير الأمن والاستقرار يستدعي تكاتف الجهات الأمنية والأفراد، والوقوف صفَّاً واحداً في مواجهة الجريمة والأخطار التي تهدف إلى زرع بذور الخلاف والفرقة، وإثارة نار الشر والفتنة، ولا بد من رفع مستوى الوعي الأمني لدى الأفراد، لدعم الجهود المبذولة لوقف أسباب الجريمة والحدّ من خطورتها، والوقاية من الأعمال الإرهابية التي تهدد حياة وأمن المجتمع، وتعرض الممتلكات العامة، والمصالح المشتركة للخطر.
*****
* تلك المُسلمات أكد عليها الأستاذ الدكتور عبدالكريم بن صنيتان العمري في كتابه: (الأمن الوطني في ضوء التشريع الإسلامي) الذي أتى رائعاً وثرياً في بيان أهمية الأمن الوطني، وحاجة المجتمعات له في كل زمان ومكان، ومسؤولية الجميع عن الوصول له، وكل ذلك جاء مقروناً بالشواهد والأدلة من التشريع الإسلامي؛ مشيراً إلى أنه كان واضحاً في حفز الأمة إلى العناية بأمنها، وحض الأفراد عل أن يكونوا منبع أمان، وأن يبتعدوا عن سبل الإرجاف ومصادر الخوف والقلق، وأن يجتهدوا في التواصل مع المسؤولين عن إدارة شؤونهم، والإبلاغ عن الذين يشعرون تجاهه بقلق.
*****
* سِفْرُ (الأمن الوطني في ضوء التشريع الإسلامي) للدكتور عبدالكريم العمري يطرح قضية الأمن الوطني ومسؤوليات الأفراد والمجتمعات في تحقيقه بلغة عصرية محكمة ورشيقة وبليغة اتَّكَأت على المصادر الإسلامية؛ ولذا أنصح بقراءته وتداوله، وهو من ضمن معروضات جناح (الجامعة الإسلامية) في معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الحالية، وسلامتكم.