وفي ظل المعاناة التي يعيشها مواطنو دول عربية، من اضطراب أمني وغلاء معيشة ومحدودية في الداخل، توقع متابعون أن يكون نهج النشر الإلكتروني خياراً بديلاً من سعي أصحاب دور النشر إلى شحن كتبهم الورقية إلى معارض الكتاب الدولية، لكن ناشرين أبدوا عدم موافقتهم على هذا الرأي جملة وتفصيلاً.
وأكد صاحب "دار الشريف" السودانية متوكل الشريف أن نشر الكتاب أحد الأوجه المتعددة لنشر الثقافة. وأضاف: "حريّ بكل ناشر مهتم أن يسجل حضوره في معارض الكتاب العربية، وألا يمنعه مانع ولا يحد من مشاركتها حد، والكل يعلم بالظروف التي تعانيها السودان، ولكنها لم تقف حائلًا دون مشاركتنا ومجيئنا".
من جهتها أوضحت مسؤولة البيع والنشر في "دار المصورات للنشر" السودانية زينب يوسف أن "رحلة مغادرة الكتب السودان كانت من طريق البر، عبر شاحنات متجهة إلى القاهرة، ومن ثَم تُشحن من القاهرة إلى السعودية". مبيّنة أن الرحلة استغرقت مدة لا تقل عن سبعة أيام.
وقالت يوسف: "معرض الرياض الدولي للكتاب يحفز إلى تكون كل دار نشر حاضرة، وأن يكون لها وجود فيه، وهذه من الأماني التي تحدونا ونسعى إلى تحقيقها دائماً".
وقال صاحب "دار الريم" السودانية عماد أبو مدين: الكتاب حق مشروع للجميع، وكل ناشر يتمتع بحرية التنقل بين البلدان دون عائق أو حاجز، خصوصاً في ظل توافر أمن وأمان في بلد مثل المملكة العربية السعودية، ومعرض الرياض بجمهوره الكبير وقوتهم الشرائية والانضباط التام فيه والتنظيم العالي والحركة السلسة، كل ذلك شجّعنا على أن يكون لنا منه نصيب وأن تحظى فيه كتبنا بحضور حقيقي".
وبيّن المسؤول الإعلامي في دار "عناوين بوكس" اليمنية جابر الغزير أن ما يعانيه اليمن من أحوال وظروف لم يتمكن من إعاقة الدار عن الحضور إلى معرض الكتاب في الرياض "بخاصة أن الدار حضرت في معارض كتاب عربية سابقة، وليس من المنطق أن نرضى بأن يفوتنا القارئ السعودي ولا معرضٌ كمعرض الرياض".