أساليب التغيير الإيجابي في الحياة كثيرة.. منها تأمل القصص، لذلك دعونا اليوم نتابع ما ذكرناه الأسبوع الماضي من سرد بعض القصص التي تفتح لك نافذة التأمل.. نعم هي قصص شهيرة وقد تكون مرت عليك.. لكني أريدك اليوم أن تقرأها بعين التأمل والتركيز.
القصة الثالثة - حكاية النسر:
يُحكى أن نسراً كان يعيش في أعالي الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في خن للدجاج، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة خن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
الخلاصة: إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك ممن حولك!) حيث إن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك موجودتان لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى.. واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك! لذا فاسع إلى صقل نفسك، وارفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك.
القصة الرابعة: ماذا لو سقطت منك فردة من الحذاء؟
يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار... وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه!!؟، وسألوه: ما حملك على ما فعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضاً.
الخلاصة: نريد أن نعلم أنفسنا من هذا الدرس أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا ويحمل له السعادة، فلنفرح لفرحه ولا نحزن على ما فاتنا، فهل يعيد الحزن ما فات؟
كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء، وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وليس الفارغ منه.
حسناً ماذا بقي؟
بقي القول هذه قصص للتأمل .. فأين المتأملون؟.