أقامت الجامعة الرائدة جامعة الملك عبدالعزيز لقاء للجمعيات العلمية كأول اجتماع لانطلاق فعاليتها برعاية من محافظ جدة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي وحضور كل من وكيل وزارة التعليم للتعليم الجامعي الأستاذ الدكتور عبدالمنعم الحياني ورئيسة الجامعة المكلفة الدكتورة هناء النعيم، تمت فيه مناقشة بعض المحاور ذات العلاقة.
وتعتبر جامعة الملك عبدالعزيز سباقة في المبادرات النوعية والجديدة حيث هذا اللقاء الأول من نوعه على مستوى جامعات الوطن لأنه يمثل عقد اجتماع مهم يضم 32 جمعية في مختلف التخصصات تحتوي فقرات برنامجه على ندوات ومناقشات، إن بعضنا قد لا يدرك أن الجمعية العلمية التي تنشأ في أي جامعة في المملكة إنما هي لكل المتخصصين في الجامعات السعودية والجهات الحكومية والأهلية داخل المملكة وتعتبر همزة وصل بين أهل الاختصاص، ومن هنا ندرك كم هي مهمة هذه الجمعيات ويجب أن تفعّل وتحظى بالاهتمام أكثر في الجامعات، وما أعجبني في اللقاء ما قدمه الدكتور عدنان البار تحت عنوان الاقتصاد الرقمي، تحدث فيه بحرفية المتخصص عن مفهوم الاقتصاد الرقمي الذي يعني استخدام التكنولوجيا الرقمية والإنترنت في تطوير وتنمية النشاط الاقتصادي الذي كانت رؤية 2030 أكبر محفز ومعزز له، ومن هنا طرحت سؤالا في الندوة: هل الجمعيات العلمية تقوم بدورها اجتماعيا؟ تكاد تكون الاجابة بـ»لا»، إننا كلنا ندرك أن الجمعيات العلمية ليس دورها فقط هو الناحية البحثية والمهنية والمؤتمرات العلمية الصرفة إنما هناك دور إضافي ومهم وهو تنوير المجتمع علميًا ومعرفيًا من خلال متخصصي تلك الجمعيات المختلفة، ويجب ونحن بصدد انطلاق فعاليات هذه الجمعيات وعنوانها: «الجمعيات العلمية شراكة مستدامة لمجتمع أفضل» أن تعتزم كل جمعية علمية بوضع إستراتيجية لإيجاد منصة تنطلق منها فعاليات وموضوعات وندوات علمية للمجتمع لتوعيته من خلال متخصصين من الجمعية بدلاً من أن تكون هناك مقاطع وفيديوهات ورسائل واتساب يتحدث فيها جهلة بعيدون عن التخصص حيث يضللون بها المجتمع، كما أن هناك الاقتصاد الرقمي فيجب أن تكون هناك المعرفة الرقمية من خلال وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة والإنترنت.
إن مثل هذه الانطلاقة والفعالية تعتبر الحجر الأساس الذي ننتظر بعده ممارسة للعطاء في واقع الحياة من خلال اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة لكل جمعية بالإضافة إلى دورها كونها بيت أهل الاختصاص والاستشارات من العلماء والباحثين، بل من خلالها يمكن أن يكون لهم جوهم الاجتماعي والتعرف على بعضهم البعض على مستوى الوطن خاصة إذا علمنا أن هناك حوالى 150 جمعية علمية سعودية في الجامعات السعودية فقط.
فشكراً رئيسة الجامعة المكلفة الدكتورة هناء النعيم وشكراً نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أمين نعمان على هذا الحراك الإيجابي للجمعيات العلمية التي ركدت معظمها سنوات طويلة لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا إلا النادر ونحن على ثقة أن رؤساء الجمعيات العلمية ومجالس إدارتها بعد هذه الانطلاقة سيكونون أكثر فاعلية وتحركًا وعليهم واجب وطني وهو أن يستثمروا علمهم في توعية مجتمعهم، كما أن عليهم أن يفكروا بمصادر للاستدامة والبحث عن طرق استثمارية ووقفية ورعاة وإعلانات للاستدامة المالية لأن التحصيل المالي من خلال اشتراك الأعضاء ورسوم العضوية لا يسمن ولا يغني من جوع كما أنه قد يكون سبباً في عدم الجذب إليها لأن بعض الجمعيات قد لا تقدم شيئاً ذا بال للمنتمين إليها فيتقلص عددهم مما قد يتسبب عنه غياب الجمعية عن الحضور ويضعف أداؤها ولاشك أن دعم الوزارة لكل الجمعيات في الجامعات السعودية أمر مهم لأنه في حقيقته دعم للعلماء والباحثين والمجتمع، كما يمكن تصنيف الجمعيات المتقاربة ليعضد بعضها بعضًا كأن تكون هناك الجمعيات الصحية والجمعيات الهندسية والجمعيات العلمية.