في لقاء ضمّ نخبة من الأصدقاء عقب صلاة الجمعة الماضية، كان الحديث عن خطبة الجمعة في عدة مساجد في جدة، والتي ركّزت على الهدر في الغذاء في بلادنا، وأن هذا الهدر قُدّر بأربعين مليار ريال سنوياً، ناهيك عن النتائج السيئة المترتبة على الإثم الذي سيلحق في المتسبب، والخوف من زوال النعمة، لا قدر الله، في ظل الإحصائيات المعلنة عن نسبة الفقر والمجاعة المنتشرة في العالم.
ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية لمنع الهدر الغذائي والحد منه؛ كقضية وطنية تشغل بال الباحثين في مجال الهدر الغذائي، أصدرت شركة صافولا دليلاً إرشادياً لإدارة الهدر الغذائي في قطاع المطاعم والفنادق والمقاهي، شمل الطرق المثالية لتخزين الطعام في قطاع الضيافة، والدليل العملي لتقليل الهدر في المنشآت، والتوصيات لطرق تقليل الهدر، مستشهدين ببعض التجارب وقصص النجاح في هذا الشأن، مؤملين في إحداث تغيير سلوكي ورفع مستوى الوعي، ضمن خطوات تقنية وعملية لتمكين أصحاب الأعمال، في قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي، من الالتزام بقواعد تعين على فهم عميق لمسببات الهدر الغذائي.
ووفقاً للدليل الإرشادي الذي أصدرته صافولا، فإن قيمة الفاقد والهدر الغذائي بلغ 49,837 مليار ريال سنوياً، وفقاً لإفادة وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، كما قدرت الكمية المهدرة من الغذاء عن طريق الأفراد 250 كيلو جراماً في السنة لكل فرد، وهو رقم لافت للغاية.
ووفقاً لصحيفة الرياض عام 1437هـ، فإن الإحصائيات العالمية توضح أن ثلث الطعام المُعد؛ يُهدر بمعدل 1,3 مليار طن سنوياً.
يحدث هذا الأمر في الوقت الذي تعاني العديد من دول إفريقيا من الفقر المدقع، ومجاعة مؤلمة، يقابلها فائض ضخم في الطعام.
وكالة حماية البيئة الأمريكية رسمت مُنحنى قضية الفائض عن الطعام، وذلك من خلال تقليل فائض الطعام ابتداءً من (مرحلة الإعداد والإنتاج)، وثانياً إطعام المحتاجين، وثالثاً إطعام الحيوانات، يليها الاستخدامات الصناعية أو تحويل الطعام إلى سماد، واستهدفت بهذه الحلول جميع المطاعم والفنادق والمقاهي.
هناك نصائح أخرى احتواها الدليل الإرشادي لإدارة الهدر الغذائي الذي أصدرته صافولا، ويلزم المهتمين والمعنيين بهذا الأمر الاطلاع الكامل على الدليل، والاستفادة من الدراسات والأبحاث التي أجريت، والخبرات والتجارب التي يمكن الاستفادة منها، وعلى سبيل المثال: تحويل الطعام إلى سماد عضوي، التبرع بالطعام للجمعيات المختصة بتوزيعه على المحتاجين، وأولها جمعية إطعام الخيرية، ومؤسسة حفظ النعمة وغيرهم.
كما ينصح ببيع ما تبقى من خضروات أو فواكه أو مخبوزات اليوم السابق، وبيعها بنصف السعر أو أقل لتحاشي هدرها. كما ينصح بأخذ باقي الطعام المطبوخ ووضعه في حاويات، أو علب ألمنيوم، لتكون متاحة لمن يرغب الأخذ منها، وهناك من يقترح فرض عقوبات على الزبون الذي لا يستهلك ما طلبه من طعام، كما هو الحال في ألمانيا والنمسا وبعض الدول الأخرى.
أكرر ثانية التأكيد على الأهمية البالغة للاطلاع على الدليل، لاحتوائه على مصادر لنصائح من منظمات عالمية لحفظ الغذاء، وخبراء مأكولات وطهاة وغيرهم.