في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
ولي قصة مع صاحبي ندندن حولها: واحد من الشباب خطب ثلاث مرات قال لي ياعلي قُهرت ياخي كلهم قالوا استخرنا وما ارتحنا! قلت له استخير حتى أنت، الشاهد صديقي استخار كل ما جاء يخطب صار هو اللي يقول استخرت وما ارتحت.. هيا حلّها يا علي؟
قلت له ضاحكا المشكلة فيك أكيد اذهب لقبر وادخل فيه.. حتما تخرج الأرواح الشريرة!!
إننا أيها السيدات والسادة نقع تحت وطأة المقادير التي قدرها الله لنا سبحانه في كل ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة حتى لا نملك اختيار سوى: الصبر، والحمد، فتقول: قدر الله ما شاء فعل، بعدها ثق ثقة تامة أن الله سيجبر كسرك فإن خماسية المقادير تكمن في هذه الآية من سورة البقرة قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
العجيب والغريب بعد هذه المصائب تأتي البشارة بكلمة (بشّر الصابرين) أي بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب، إن القدر نافذ شئنا ذلك أم أبينا لكن الصابر يصبر لكل ما يستحق الصبر فعلا وقدرا وقولا ويقينا وثقة بالله بأنه سبحانه مالك الملك ومقدّر المقادير في كل ما خلق.
نعود الآن لقصة صديقي وقصته مع صلاة الاستخارة التي علمنا اياها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال: "عن جابر رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، حيث يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ".
إذاً المسألة سهلة وميسرة لكل طالب زواج من الجنسين لكن بشرط حضور القلب واليقين بأن تفوّض أمرك كله لله والأكيد نقول جميعا قدّر الله ما شاء فعل.
وأخيراً...
الفراشةُ التي اقتربت مني وأنا أرتّبُ هندامي مما علِقَ بثوبي إثر تطاير زراعة نبتة اللوتس غازلتْ خدي تركتها تقبّلني قبلتين ومضتْ ثم عادت توشوشني: البياض هو قلبك مثل زهرتك فاحذر أن تذبل فاروها بماء اليقين ونفثات عاشق وتعويذة الصباح!
ظننتها رحلت لكنها اقتربت واقفة بالقرب مني.
علي حسين
@raig18_al
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
