.. مؤلم إلى حد القهر أن ترى تلك المشاهد المروعة لأهلنا في فلسطين.. قتل ودماء ودمار وأشلاء وصراخ نساء وبكاء أطفال، شيوخ وأطفال ونساء تزهق أرواحهم، والآلاف يهجرون على الأقدام والدواب من مكان الى آخر، وكأننا نستعيد ذات المشاهد من نكبة 1948 ونحن في العام 2023...!!
*****
.. وما يؤلم أكثر أن سيناريو الموت يتكرر كل عام بصنيعة عابثون يرقصون فوق الدماء ويزايدون على المآسي ومن يدفع الثمن دائماً مع الأسف هم أهلنا في غزة المغلوبون على أمرهم..!!
*****
.. وفي ظل هذا التخاذل الدولي وأحاديته أو صمته يظل الرهان على الموقف العربي لابد من استنهاضه وحزمه وجديته وتوحيد جهوده، فالوضع خطير جداً وسيناريوهات تداعيات حرب غزة ربما أسوأ مما قد نتخيله.. والمهم الآن العمل على:
- إيقاف الحرب.
- إمداد غزة بالمساعدات الإنسانية ومنع التهجير.
- حصر الحرب في نطاقها الفلسطيني وعدم تصعيدها إلى أبعاد أكبر في المنطقة.
*****
.. حماس أداة في يد من لا يريد للعرب وللمنطقة خيراً، وصنيعتها كانت في طبق من ذهب لملفات متعددة الأهداف والاستهدافات، ربما لتغيير طوبغرافية فلسطين، ربما لتغيير ديموغرافية المنطقة، وربما لإعادة التموضع والهيمنة، ولعل وراء الأكمة ما وراءها مما هو أخطر..!!
*****
.. فهذا التحشيد العسكري براً وبحراً وجواً السريع وغير المسبوق وإطلاق أيدي أسرائيل في حرب غزة وتحويطها بالدعم العسكري والسياسي الكبير بالتأكيد لم يحدث فجأة ولم يكن وليد لحظة، وفي تاريخ الحروب الأشياء لا تتولد صدفة، هناك أوقات للأفكار والتخطيط والإعداد والتنفيذ.. وهذا يعزز عملية الشكوك والتفسيرات المتوجسة في كل ما يحدث..!!
*****
.. وما يجب أن نتنبه له جيداً:
- التصدي لمحاولة تغيير هوية الصراع وتجريده من سياقه التاريخي ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو احتلال ومحتل إلى صراع ديني، وهذا ما فعله لينكن حين تجاوز حدود اللباقة السياسية في تل أبيب: «جئت إليكم ليس بصفتي وزير الخارجية الأمريكي ولكن أيضاً بصفتي يهودياً».
- رفض محاولة التهجير لأن ذلك يقود إلى تذويب قضية العرب الأولى.
- الوقوف بحزم في وجه التصعيد وأخذ الحرب الى مداءات متعدية ومتعددة..!!
*****
.. وقد لفت نظري استخدام الرئيس بايدن ووزير خارجيته لينكن لمصطلح «داعش» أكثر من مرة.. لا يهمنا إن كان ذلك وصفاً قذراً لحماس، المهم ألا يكون توظيفاً للمدلول بهدف خلق تصور الفوضى وتداعياته الدولية.. مع أن أمريكا قبل غيرها تعرف من جاء بداعش..؟!!
*****
.. أخيراً.. حين ينام الضمير العالمي تغفو مؤسساته الأممية وتستيقظ الوحوش..!!