ونحن نعيش في هذه المرحلة الزمنية الكثير من الأحداث المتلاحقة والمنتفخة إلى حد الانفجار في الكثير من مناحي الكرة الأرضية، فأوروبا مثلاً أصبحت تعيش على صفيح ساخن بعد أحداث الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من تشاحنات وتهديدات ودعم لوجستي أو مباشر بين القوى العظمى مثل أمريكا والصين وكوريا الشمالية، ثم تلاها أحداث الشرق الأوسط التي تعد الأقرب إلينا حين أشعلت حركة حماس الفلسطينية نار الحرب مع إسرائيل في حالة غير متكافئة القوى والإمكانات لما يسمى بطوفان الأقصى، ترتب عليها الكثير من القتل والدمار والخراب وكانت فرصة لإسرائيل وأمريكا لتحقيق أهدافها الإستراتيجية التي تخطط لها منذ عقود بالمنطقة، وهاهي الآن تشعل نار الحرب التي قتلت وخربت وهدمت وهجرت الكثير من سكانها، ولاشك بأن تلك الحالة الملتهبة توحي بدق طبول الحرب العالمية الثالثة -لا قدر الله- لأن ذلك لو حدث فسوف تكون الخسائر عظيمة ستحرق الأخضر واليابس في منطقة الشرق الأوسط التي تعد هدفاً إستراتيجياً للطامعين وقد يتحقق ذلك إذا اندلعت تلك الحرب لا سمح الله.
وفي خضم تلك الحالة الملتهبة لابد وأن تلتفت الشعوب العربية ومؤسساتها الحكومية لنواتج تلك الحالة فتأخذ الحيطة والحذر وتكون الشعوب العربية على أتم الاستعداد عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً لتلك الحرب سواء حدثت أو لم تحدث، ويقيني أن الجانب العسكري بمختلف اتجاهاته يعد الأهم والأكثر استعداداً وتخطيطاً، لكن المجتمعات العربية بمؤسساتها وأفرادها لابد وأن تكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي إعتداء من خلال عدة أمور مستوجبة في مثل تلك الحالة، فعلى سبيل المثال لا الحصر لابد أن تكون مجتمعاتنا العربية لحمة واحدة متماسكة مترابطة تتجاوز الكثير من الأمور التي تعزز الضغائن والفرقات بين الشعوب ويستوجب أن توفر الجهات ذات العلاقة ومعها المواطنين في كل دولة عربية الملاجئ المهيأة بالإضافة إلى توفير المواد الضرورية المستوجبة في مثل تلك الحالة وكذلك تهيئة المستشفيات الحكومية والخاصة بكل مكوناتها ولابد أن يكون لوزارات التعليم والمنابر ووزارات الإعلام بكافة صورها دور بارز وملموس في التوعية والإرشاد والتوجيه بما يتطلب فعله لذلك، فالحروب لها مؤشرات توحي بقدومها لكن ليس لها زمن يحدد بدأها.. والله من وراء القصد.