من اجمل الحوارات التي توضح الحقائق بخصوص ما تقوم به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني هي مقابلة المذيع البريطاني الشهير بييرس مورغان مع الكوميدي المصري المشهور باسم يوسف، حيث وفق في حواره باستخدام منطقهم في متابعة وسرد الاحداث بشكل ساخر وصّل من خلال حديثه رسالة التعريف الحقيقي لدولة اسرائيل ووصفها بالداعشية نظير ما تقوم به من أعمال إرهابية بغية الوصول إلى تحقيق أهدافها اللا إنسانية من قتل وتشريد وتهجير، وأتمنى مشاهدة المقابلة لأن فيها منطقا وقدرة حوارية بالغة التأثير باللغة الانجليزية وهناك ترجمة باللغة العربية للحوار.
ونحن في الحقيقة نحتاج إلى إعلام قوي الحجة يوصل للعالم حقيقة القضية الفلسطينية وان كانت اليوم المشاهدات المباشرة عبر القنوات ذات تأثير لكن عندما يصحب ذلك شرح وتوضيح يكون التأثير ابلغ والمفروض على جامعة الدول العربية أن تقوم بهذا الدور الاعلامي وكذا المؤسسات والهيئات الإسلامية، واعجبني كذلك رد الرئيس الأسبق لماليزيا مهاتير على الرئيس الأمريكي بايدن ووصفه بأنه كذاب في وصفه لما حدث للمستشفى الذي قصفته اسرائيل، فما يحدث اليوم في فلسطين خاصة في مدينة غزة إنما هو غزو وتهجير لأهلها من الدرجة الاولى وهو عمل إجرامي يجب أن يستجوب فيه نتنياهو ويعاقب.
إن مما يتصف به الغزاة أنهم همجيون لا ينتمون إلى الجنس البشري وقد مرت حالات من هذا الغزو على بلاد المسلمين في التاريخ وكان اشهرها الغزو التتاري والغزو المغولي، والغزاة دائما يدمرون ويقتلون ويتصفون بالصفات البالغة الوحشية وهو ما تعرضه اليوم شاشات النقل الحي في القنوات من تدمير للمدينة الفلسطينية غزة حيث القصف للمستشفيات والمدارس والمنازل وتشريد للاسر وتهجير للعوائل، والذي أسوأ من هذا الغزو والقتل والتشريد هو تأييده والوقوف خلفه ودعمه بالمال والسلاح من الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، هذا التناغم بين الغرب وإسرائيل نوه إليه الدكتور عبدالرحمن العصيل -رحمه الله - استاذ الدراسات السياسية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في محاضرته المشهورة والمتداولة والتي مطلعها «اوصيكم وابناءكم لا تنسوا مؤتمر ١٩٠٧» حيث وضح فيه أن الذي زرع إسرائيل في المنطقة هم الغرب بإشراف بريطانيا آخذين العهد عليها بأن تخدمهم في المنطقة بهدف زعزعة المنطقة وعدم استقرارها لمنعها من النهوض لأنها لو نهضت فإنها تمثل كل الخطر عليهم وستكون لها الكلمة من دونهم.
لقد اوضحت كل من مصر والاردن إدراكهما لأهداف الصهاينة التوسعية بتهجير اهل غزة الى كل من سيناء وجزء من الاردن لاحتلال مدينة غزة بالكامل وجعلها تحت سيطرة الغزو الصهيوني وبالتالي نقل معارك القتال كما ذكر ذلك الرئيس المصري إلى ميادين داخل مصر والاردن، وقد رفضت وزارة الخارجية السعودية عملية التهجير هذه بالكلية وادانت الاعتداء الوحشي الذي يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والاعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الانساني.
ومع حلكة الظلام الدامس الذي يخيم على إخواننا في فلسطين اليوم خاصة في غزة سينبثق نور فجر الحق والعدل والسلام وستلاحق اليهود آجلا أو عاجلا لعنة الظلم التي تعودوا عليها طوال التاريخ بأن يشردوا في الأرض وسوف يهيء الله من يسومهم سوء العذاب ويطهر ارض القدس منهم بإذن الله (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وهذا هو قانون العظمة الإلهية التي ستسود الأرض.