* لكلٍّ منَّا تجربته الخاصَّة مع (الضمان)، وهي تجارب تتفاوت بين الرضا التام، وعدم الرضا، والحكم في ذلك كيف هي إجابة (الضمان) عندما دعت الحاجة إليه؟
* ولعلَّ فيما أستعرضُه هنا من تجربة خاصَّة قد يتقاطع معي في ذلك الكثير، لاسيَّما وأنَّ (المتاجر) اليوم أصبحت على بُعد (ضغطة) زر، والبحث عن (الضمان) يسبق البحث عن السلعة، بل هو مَن (يرجِّح) خيار الشراء بين سلعة، وأخرى.
* وعن تجربة فقد وجدتُ أنَّ المتاجر (الخارجيَّة)، التي أصبحت معروفة على نطاق واسع لدينا، تحرص على (كسب) العميل قبل أن تحرص على بيع السلعة.
* فسياسة الضمان، و(الإرجاع) تتمُّ (بسلاسة)، دون أي رسوم إضافيَّة على العميل، وهذا ما جعلها تكتسب (شعبيَّة) كبيرة، وتصنع لدى المشتري (ثقة)، وطمأنينة من أنَّ حقه (محفوظ) حال رغبته (إرجاع) السلعة لأيِّ سبب من الأسباب.
* بل إنَّ هناك من المتاجر مَن تقدِّم (الأسف) عن عدم حصول العميل على ما كان يتوقَّعه من (المنتج)، وتبادر إلى إعادة (المبلغ)، دون أن تحرص على استعادة المنتج، وهي تفعل ذلك ليس لأنَّها تبحث عن الخسارة، ولكنَّها تدرك أنَّ (كسب) العميل هو (التعويض) الأهم، والأكبر عن أي خسارة.
* في وقت مررت بثلاث تجارب محبطة مع متاجر (محليَّة)، يُفترض أنْ تكون أحرص على أنْ (تكسب) رضا العميل، من أن تدخله بسبب سياسة الإرجاع والضمان لديها في نفق مظلم، وخسارة تُولد من رحم خسارة.
* وإلَّا ما هو التفسير المنطقي لتحميل العميل رسوم الإرجاع، بل ويُضاف عليها رسوم تشغيليَّة (هكذا وردت)، ليصل الخصم في سلعة واحدة 90 ريالًا تُخصم من إجمالي المبلغ، وهو مبلغ (كبير) ولا شك.
* ومع قبول العميل بذلك رغم (غصة) رسوم الإرجاع، إلَّا أنَّ هنالك معاناة أخرى تنتظره عنوانها: متى يُعاد المبلغ المتبقي في (حسابه)، وهي معاناة ذات باب (مفتوح) نحو: أنت، وحظك فقد تَنسى، وقد تُنسى.
* فأيُّ سياسة ضمان هذه التي يضيع فيها الضمان، ويخسر فيها العميل، مع التأكيد، والخطاب هنا للقائمين على تلك المتاجر (المحليَّة)، أنَّكم وإنْ اجتهدتم في تفصيل مقاس (الضمان) على أبعاد ربحكم، فإنَّه قد فات عليكم أنَّكم خسرتم من حيث اعتقادكم أنكم كسبتم.
* فمن ذاق (مرارة) التَّعامل معكم، وعرف حقيقة (ضمانكم)، فإنَّ من المؤكَّد أنَّه (لن) يقف مرَّة أخرى على بابكم، بل وسيكون في محيطه محذِّرًا من (التعامل) معكم، وهذا لا شك أنَّه ممَّا فات عليكم، وهي (خسارة) كبيرة تعتقدون أنَّكم وضعتم جدار حماية من أنْ تلحق بكم، كما هو لسان حال بنود سياسة (ضمانكم)، وإذا بها تصافحكم وسط داركم.
* ولكلِّ متضرر من: ضمان لم يجده شيئًا، أرجو أنْ تكون قد وجدت في هذا المقال لسان حالك، وبما يضع المسؤول أمام واجب (التدخُّل)، لرفع معاناتك، وبما (تكسب) معه دفاع ورقة (ضمانك).. وعلمي وسلامتكم.