* الأندية الرياضيَّة العالميَّة تهتمُّ جدًّا بالجانب الاجتماعي، فمثلًا الأندية الإنجليزيَّة المحترفة والمشاركة في البريميرليغ، وعددها عشرون ناديًا، تتجاوز برامجها التي تقدِّمها كل عام في خدمة المجتمع الـ(400 برنامج)، تساهم فيها كل الأندية بمبادرات وفعاليَّات متنوِّعة، تخاطب بها المجتمع لترفع من وعيه، ولتعزز من سلوكيَّاته الإيجابيَّة وتعالج مشكلاته، فمثلًا نادي إيفرتون سبق وحقَّق جوائز عالميَّة لرسالته الفاعلة في مواجهة ظاهرة الانتحار، التي كانت في مدينته ليفربول.
*****
* وبالعودة لـ(وطننا) نجد أنَّ العمل الاجتماعي في أنديتنا الرياضيَّة يمشي بخطوات بطيئة جدًّا؛ ولإثبات الحضور الشكلي أو الصوري فقط؛ فإضافةً إلى محدوديَّة البرامج، هناك تكرارها ورتابتها، وأنَّ فيها خلطًا بين المسؤوليَّة الاجتماعيَّة والعمل الخيري، والعلاقات العامَّة، فمعظم ما تقدِّمه الأندية من أنشطة لا يخرج عن زيارات للجمعيَّات الخيريَّة، أو عقد شراكات معها، أو المشاركة بعبارات وبوستات عبر حساباتها في مواقع التواصل؛ بمناسبة الأيام العالميَّة الإنسانيَّة أو الخيريَّة.
*****
* وهنا بالتأكيد هناك أندية تحاول تقديم العطاء والتميُّز في هذه الساحة، فحقُّها الشكر والتقدير، ولكنَّها قليلة جدًّا، وتبقى جهودها في دائرة الاجتهادات الفرديَّة. أيضًا نثمِّن لوزارة الرياضة سعيها لتفعيل هذا الملف في أنديتها، من خلال الدورات التدريبيَّة، والجوائز التحفيزيَّة، ولكن يبدو أنَّ كلَّ ذلك لم يحقق حتَّى الآن النتائج المرجوَّة.
*****
* ولذا فما أتطلَّع له أنْ تكون ممارسة برامج المسؤوليَّة الاجتماعيَّة في أندية الوطن كافَّة؛ قائمة على خطط ذات أهداف وأبعاد إستراتيجيَّة واضحة، تبدأ من إيمان القائمين عليها بأهميَّتها وحاجة المجتمع لها، وأنَّها واجب لا نافلة، ثمَّ أنْ تكون تلك الإستراتيجيَّات مؤطَّرة بزمنٍ محدَّدٍ للوصول لمحطات من التطوُّر والتميُّز والاستدامة، وقبل ذلك الجودة المقرونة بالحوكمة، وذلك بواسطة برامج تشغيليَّة تشمل مختلف شرائح المجتمع، لتعزز من قيمه وأخلاقيَّاته، وتؤكِّد على تماسكه ووحدته الوطنيَّة، وتبحث عن احتياجاته الاجتماعيَّة وحتَّى الثقافيَّة للوفاء بها، وكذلك المشاركة في معالجة ما يعانيه من مشكلات وأزمات، فالأندية لها جماهيريتها الكبيرة، وصوتها المسموع.
*****
* أخيرًا، أقترحُ أنْ تقومَ إدارات المسؤوليَّة الاجتماعيَّة في وزارة الرياضة واتحاداتها المختلفة، والروابط التي تحت مظلتها بصناعة مشروعات وبرامج ومبادرات نوعيَّة، يقوم عليها متخصصون، ومن ثمَّ تزويد الأندية بها، ودعمها لتنفذها؛ فلعلَّ ذلك يكون محفِّزًا لها، لتنطلق في رحلة النجاح في هذا الميدان المهم والأهم.. وسلامتكم.
المسؤوليَّة الاجتماعيَّة لأنديتنا.. بين الواجب والنافلة
تاريخ النشر: 11 نوفمبر 2023 22:38 KSA
ضمير متكلم
A A