استطاع قطار الحرمين ربط المدن المقدَّسة ومدينة جدَّة بسرعة فائقة، حيث يوفِّر التنقُّل بين مكَّة والمدينة وجدَّة بصورة رائعة. فالوقت المُوفَّر والجهد المبذول في التنقُّل من قِبَل مستخدمي القطار، يُعدُّ نقطة تحوُّل إيجابيَّة، حيث أصبح السفر يتمُّ بصورةٍ سريعة، وما يُوفَّر من خدمات يُعتبر نقطةً إيجابيَّةً بكلِّ معنى الكلمة؛ لأنَّ الوسائل التي كانت متاحة قبل القطار، هي الطائرة والسيَّارة، حيث يأخذ الانتظار لاستخدام الوسيلة «الأولى» وقتًا طويلًا، في حين وقت السفر نفسه قصير، والوسيلة «الأخرى» لا تستلزم وقتًا لاستخدامها، ولكن تأخذ وقتًا طويلًا في السفر. في حين استطاع القطار أنْ يستحوذ على الجوانب الإيجابيَّة في الناحيتين، وقت الانتظار، وركوب القطار قصيران، وفي الوقت نفسه نجد أنَّ وقت الرحلة -أيضًا- قصير. وبالتالي قدمت تجربة جيدة لزوَّار الحرمين، وللمواطنين من زاوية جودة الخدمة والأمان المتوفِّر معها. كما نجد أنَّ تكلفة الرحلة على القطار جاءت في منطقة الوسط بين السيَّارة والطائرة، مع راحة البال واليسر والسهولة في الرحلة. ولا شكَّ أنَّنا نتمنَّى أنْ نرى التجربة تتم تجاه باقي المدن السعوديَّة، ويزداد بالتالي استخدام القطار كوسيلة تنقُّل آمنة ومريحة للمستخدم.
وما يزيد إيجابيَّة التجربة للمسافر، هو الاستعدادات والخدمات الموفَّرة لتسهيل تقديم الخدمة من جهة المشرفين على الرحلات، وتوجيه المسافرين إلى المكان الصحيح؛ حتَّى يصعد المسافر إلى القطار مباشرةً. ولا شكَّ أنَّ التوقُّعات حول التشغيل وتقديم الخدمة تفاوتت، ولكنَّ المُلاحظ أنَّ العمليَّة تتمُّ بالكامل من أيدي عمالة وطنيَّة، ليعكس قدرة المواطن على تقديم الخدمة وإنجاحها. وتجد -ولله الحمد- الشباب والشابات يُقدِّمون الخدمة بجديَّة واحترام.
لا شكَّ أنَّ التدريب والإعداد، لهما دورٌ في إنجاح الخدمات، وتجارب شركات الطيران وعمل المواطن فيها، له دور في النجاح المتحقِّق، حيث لا يوجد اختلاف بين طريقة وأسلوب تقديم الخدمة.
ولا شكَّ أنَّ النجاح سيكون له تأثير إيجابي على قدرة المجتمع والمواطن على تقديم الأفضل. وبصراحة، أعتقدُ أنَّ السفر بالقطار متعة وراحة، كنتُ أبحث عنها وغيري عند السفر، لزيارة مدينة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وما هو متوفِّر من خدمات يجعلنا مطمئنين طوال الرحلة، خاصَّة وأنَّها ساعتان من الزمن كأقصى وقت تستلزمه الرحلة.
ويجب أنْ ننظر للأمور بعين التفاؤل، وعدم التشاؤم إذا حدثت بعض الانحرافات، خاصَّةً من المواطنين والمُشغِّلين حول وقت الوصول.