* حرَّاس الأمن التابعُون للشَّركات والمؤسَّسات الخاصَّة يمارسُون أعمالهم الأمنيَّة في ظروفٍ قاسيةٍ غالبًا بين حرٍّ وبردٍ، وأمنٍ وخوفٍ في دوام طويل يستمرُّ لساعات، لا يكتفُون فيها بالحراسة، بل يقومُون أحيانًا بمَهامَّ أُخْرَى كـ»المراسلات، وترتيب وتنسيق دور أو سِرَى المراجعين في بعض الجهات»؛ وبالتَّالي فهم عُرضة للسَّبِّ والشَّتم، وأحيانًا الضَّرْب؛ لا لشيءٍ إلَّا لأنَّهم ينفِّذُون الأوامر فقط!
*****
* (أولئك الغلابى) الذين يعملون تحت ضغط تلك الظروف القاسية، وفيها قد يتعرضون لإهانة للخطر أو الموت، رواتبهم بسيطة لا تتجاوز الـ(3000 ريال شهرياً)، وهم محرومون من الحوافز والبدلات، والتأمين الصحي، وبدل الخطر، فالعديد من المؤسسات القائمة على توظيفهم تمتصُّ دماءهم دون أنْ تمنحهم شيئاً من مسلمات حقوقهم، بل قد تؤخر مستحقاتهم لعدة أشهر!
*****
* وبالتَّالي -وكما أكدتُ في أكثر من مقال، فواجب وزارة الموارد البشريَّة والتنمية الاجتماعيَّة، ومعها جمعيَّات وهيئات حقوق الإنسان أنْ تتحرَّك عاجلًا لتحسين ظروف عملهم، بحيث تضمن سُلَّمًا واضحًا وعادلًا لرواتبهم مع حد أدنى لها لا يقل عن (5000 ريال)، مع التَّأكيد على صرفها في مواعيدها، على أنْ تشتمل على بدلات وحوافز منتظمة.
*****
* أخيرًا من التناقضات العجيبة في دنيانا اليوم، أنَّ حارسَ الأمن (السكيورتي) الذي يحرسُ الشَّركات الكُبْرَى والبنوك التي لها قيمتُها وفيها «المليارات» راتبه (ثلاثة آلاف ريال)، بينما الحارس المحترف في كرة القدم، الذي مهمَّته أنْ يكونَ بَوَّابًا يمنع لبضع ساعات «لَسْتِكًا منفوخًا» مِن أنْ يدخلَ بين «ثلاث خشبات» يقبضُ مئات الألوف من الرِّيالات شهريًّا، وفق عقود مليونيَّة سنويَّة، طبعًا من الصعب تغيير تلك المعادلة الظالمة، لكن ما أرجوه النَّظر في حال (حُرَّاس الأمن أولئك)، وما أدعُو إليه إنشاء جمعيَّة تهتمُّ بشؤونهم، وترفع لواء حقوقهم، وتحميهم من استغلال وبطش بعض الشَّركات المشغِّلة لهم، وسلامتكم.