العلاقة التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي ببعضها البعض ليست وليدة أحداث سياسية أو اقتصادية طارئة..
هي علاقة مبنية على روابط الدين والدم، علاقة اجتماعية قائمة على ترابط أُسري وقبلي، لا تجد أُسرة في دولة خليجية إلاّ ولها قريب في دولة أُخرى.
وبعيداً عن ضجيج اضطرابات المنطقة وأزماتها، قبل أيّام كانت لي مُراجعة لدى "هيئة المعلومات المدنية" في الكويت، أخذت الرقم، ثم انتقلت لمنفذ الخدمة، طلبت الموظفة أوراقي، ثم بدأت اجراءاتها، في كل خطوة كانت تتحرك من موقع لآخر لتستعجل انهائها، تحاول أن تختصر الوقت، وفي كل لحظة تسأل "إذا أقدر أخدمك أكثر حاضر، السعودية بلدنا وأهلنا"..
شعرت بالزهو والفخر لرؤيتي هذا المشهد، أن تجد نفسك أمام مثال حي عن حقيقة تماسكنا ووحدتنا وعلاقاتنا الراسخة كمُجتمعات خليجية في ظل تشظّي علاقات الدول الأخرى، وانهيار منظومة العلاقات الشعبية على مستوى دول العالم، لقد نجح الخليجيون في بناء منظومة علاقات حيوية ومُتماسكة يراها ويلمسها ويستفيد منها الجميع..
بعد أن انتهت المعاملة سألتها.. ممكن اسمك؟
قالت "دلال العوضي"، لا أجد كلمة شكر تُوفيها حقّها الآن تجاه محبتها لبلادي سوى أن أؤكد أنها تُمثلنا كخليجيين في عطائنا ودعمنا ومساندتنا لبعضنا، وأتمنى من مدير الهيئة تكريم هذه الأسماء التي تعمل بجد واجتهاد من أجل بلدها وأن تكون واجهة رائعة لوطن النهار .