هناك الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين الذين رفضوا استلام جائزة «نوبل» العالمية، البعض منهم مرغمون، والآخرون برغبتهم الخاصة.. من هؤلاء: الكاتب والأديب الأيرلندي «جورج برنارد شو»، الذي يعتبر أول من رفض استلام جائزة نوبل للآداب، التي فاز بها عام 1925م، وعلل سبب رفضه للجائزة بعدم إيمانه بأهميتها، وسخر منها كما سخر من مؤسسها، بالرغم من أنه عاد واستلمها في العام التالي 1926م، ولكن رفض أن يستلم قيمتها المادية.
ومنهم السياسي والمحارب الفيتنامي «لي دوك ثو»، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام مناصفةً مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» عام 1973م، في ظل ظروف مثيرة للجدل، حيث استقال عضوان من اللجنة احتجاجاً على إجراءات الوزير الأمريكي في التفاوض لوقف إطلاق النار في فيتنام، وقد رفضها المحارب الفيتنامي لأنه كان يعتقد بعدم الوصول للسلام في بلده فيتنام.
ومنهم أيضاً، عالم الأمراض الألماني «جيرهارد دوماك» الفائز بجائزة نوبل للطب عام 1939م، رفضها هو الآخر مرغماً كبقية العلماء الألمان، بسبب أن القائد الألماني «أدولف هتلر» قد نهى الألمان عن استلام الجائزة عام 1937م، وأصدر قانوناً بذلك؛ والجدير بالذكر أن «أدولف هتلر» منع ثلاثة من مواطنيه الألمان من قبول الجائزة، فبالإضافة للطبيب «جيرهارد دوماك»، منع أيضاً كلاً من «ريتشارد كون»، و»أدولف بوتيناندت»، لكنهم استطاعوا فيما بعد تسلّم الميدالية ودبلوم نوبل دون الحصول على المبلغ المالي للجائزة.
كما أُجبر الكاتب والروائي الروسي «بوريس باسترناك» مؤلف الرواية الشهيرة «حياتي الشقيقة»، والتي تعتبر من أهم المجموعات الشعرية التي كتبت بالروسية خلال القرن العشرين، أجبر على عدم استلام جائزة نوبل للآداب التي تم منحها له عام 1958م، عن روايته «دكتور جيفاكو»، بعدما قبل بها، بسبب منعه من استلامها من قبل سلطات بلاده الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة.
ومنهم كذلك الفيلسوف الفرنسي «جان سارتر»، الذي فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1964م، وهو العام الذي تخلى فيه عن الكتابة.
فقد أرسل خطاباً للأكاديمية السويدية بأنه لا يرغب في إدراج اسمه ضمن قائمة الفائزين بالجائزة، لا في عام 1964م ولا في المستقبل، وإنه لن يكون قادراً على قبول هذه الجائزة.
وذكر «جان سارتر» أن سبب رفضه للجائزة ليس له علاقة بالأكاديمية السويدية، ولا الجائزة نفسها، ولكنه اعتاد على رفض الأوسمة الرسمية والتكريم، بما في ذلك وسام «جوقة الشرف» الفرنسي عام 1945م بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن وجهة نظر الفيلسوف الفرنسي أن التكريم قد يُعرِّض أفكاره لضغط لا يريده. وأخيراً المعارض الصيني «ليو شياوبو»؛ الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2010م، لنضاله الطويل وغير العنيف من أجل حقوق الإنسان في بلده الصين، لم يستلم الجائزة لأنه كان معتقلاً وقتها، وبسببها حصل نوع من الفتور في العلاقة بين الصين والنرويج، ومارست الصين ضغوطاً سياسية على النرويج بعد هذه الجائزة.