يُعد الزعيم الهندي «جواهر لال نهرو» أحد زعماء الاستقلال، وأول رئيس وزراء في الهند، واشتهر بصفته أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز 1961، وهو متأثر بمبادئ المهاتما غاندي.
وحين كتبت ابنته «أنديرا غاندي» مذكراتها ونشرتها قبل رحيلها، تضمنت تلك المذكرات ذلك الحوار الذي دار بينها وبين والدها الزعيم «جواهر لال نهرو»، وسؤالها له عمَّا سيحدث لو سيطر العسكر على السلطة، فردَّ عليها: ينهار الاقتصاد، قالت: وماذا يحدث بعد انهيار الاقتصاد؟، أجابها: تنهار الأخلاق، فسألته: وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق؟، فردّ عليها بمنتهى الحكمة: وما الذي يُبقيكِ في بلد انهارت أخلاقه؟!.
يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع يعتريه بعض النقص الغذائي، الاقتصادي، أو الترفيهي، إلّا انعدام الأخلاق، والسبب: يسود اللئام والسفلة، وتذهب الأعراف والقوانين والخير، ويتحول كل شيء إلى غابة، وبالتالي تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة.
وكتب أحد الكتّاب المغاربة عن ما أسماه بالنفاق الديني، ومما ذكره: النفاق هو أن تعتبر كل نساء الأرض ناقصات عقل ودين، وعورات وحبائل الشيطان وحطب جهنم، إلّا أمك، فإن الجنة تحت أقدامها.
النفاق كما يقول الكاتب المغربي: هو أن ترى أنجيلا ميركل شغلت منصب المستشارة الألمانية، وتيريزا ماي وقبلها تاتشر وقد تولتا رئاسة الحكومة البريطانية، وترى الكثير من السيدات اللواتي يحكمن العالم في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وفي أستراليا وفي بنجلاديش وسنغافورة، وغيرهن في إفريقيا، وفي صندوق النقد الدولي، ومحكمة العدل الدولية ومعظم منظمات الأمم المتحدة تتولاها سيدات. ويلاحظ أن وزارات الدفاع في النرويج والسويد وألمانيا، وإسبانيا واليابان تولتها في فتراتٍ معينة؛ سيدات، ثم نقول: إن المرأة لا تصلح للعمل العام!!.