منذُ أن صدرت الموافقة الكريمة بتشكيل اللجنة العُليا للبحث والتَّطوير والابتكار، والتي يرأسها رئيسُ مجلس الشؤون الاقتصاديَّة والتَّنمية، ثُمَّ أعقب ذلك إنشاء هيئة تنمية البحث والتَّطوير والابتكار، والتي ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، والبحث العلميِّ، أخذ في الدَّعم والاهتمام والتَّطوير، ولا أدل على ذلك من إتاحة هيئة تنمية البحث والتَّطوير والابتكار الفرصة للباحثين في استقبالها لآلاف المقترحات البحثيَّة، والهيئة من نشاطها الدؤوب أصدرت -حديثًا- تقريرًا عن وضع البحث العلميِّ في المملكة لعام 2022 - 2023 (يمكن الاطِّلاع على الإصدار وجميع محتوياته على حساب الهيئة في «x»)، تحت عنوان «إنجازات غير مسبوقة لقطاع البحث والتَّطوير والابتكار في المملكة». أوضِّح هنا بعضًا ممَّا جاء فيه:
أوَّلًا: حقَّقت المملكة العربيَّة السعوديَّة المركز الأوَّل عربيًّا، وفي الشَّرق الأوسط، في زيادة تأثير وجودة الأبحاث العلميَّة، وهذا بحدِّ ذاته يُعدُّ مفخرةً وطنيَّةً، وقد تكلَّمتُ في مقال سابق لماذا المملكة متقدِّمة علميًّا وبحثيًّا؟
ثانيًا: هناك جودة في البحث العلمي، وفي النشر في أوعية ومجلات علميَّة ذات تصنيف عالي الجودة، وفي «Q1»، وبالتَّالي فإنَّ تحكيم الأبحاث كان عالميًّا.
ثالثًا: إنَّ الجهات الأكاديميَّة (الجامعات) في الوطن حقَّقت نسبة عالية من هذا الإنجاز الوطنيِّ في البحث العلميِّ، حيث كان نصيبها من ذلك 186,026، بينما القطاع الصحي 8,036، والقطاع الحكومي 8,076، والقطاع الخاص 3,348.
رابعًا: تصدَّرت كلٌّ من جامعتَي الملك سعود، والملك عبدالعزيز المقدِّمة على بقيَّة الجامعات، من خلال كميَّة ونوعيَّة نشر الأبحاث العلميَّة.
خامسًا: في التَّفصيل في بعض مجالات البحث العلميِّ، تكون جامعة الملك سعود هي الأولى، بينما في بعض المجالات الأُخرى تكون جامعة الملك عبدالعزيز متقدِّمة عليها، كما أنَّ هناك تقدُّمًا لجامعة الملك خالد في أحد المجالات كمركز ثانٍ.
سادسًا: هناك تطورٌ كبيرٌ وملموسٌ في جميع القطاعات الأكاديميَّة والصحيَّة والحكوميَّة والقطاع الخاص في تنمية البحث العلميِّ والتَّطوير والابتكار؛ ممَّا يبشِّر بمستقبل زاهر، وتنافس محمود بين جميع القطاعات والجامعات.
سابعًا: جميع الأولويَّات الوطنيَّة (الصحَّة، استدامة البيئة والاحتياجات الأساسيَّة، اقتصاديَّات المستقبل، الرِّيادة في الطَّاقة والصناعة) شهدت زيادةً في الأبحاث المنشورة.
لا شكَّ أن هذا الإنجاز في البحث العلمي على مستوى الوطن، إنما هو محصلة جهد الباحثين في جميع أنحاء الوطن، وهو ما نفتخر به جميعا، ونخص بالذكر هنا الجهات الأكاديمية للجهد المتميز والمبذول في البحث العلمي، خاصة الجامعات في وزارة التعليم، وعلى رأسها الجامعتان العريقتان والمنارتان العالميتان الملك سعود، والملك عبدالعزيز، اللتان حققتا النصيب الأكبر في البحوث المنشورة، وهذا يدل على متابعة وزارة التعليم ودعمها للبحث العلمي، وكذا اهتمام جميع مسؤولي القطاعات ورؤساء الجامعات خاصَّة رئيس جامعة الملك سعود الدكتور بدران عبدالرحمن العمر، والدكتورة هناء عبدالله النعيم الرئيسة المكلَّفة في جامعة الملك عبدالعزيز، والشكر موصول لهيئة تنمية البحث والتَّطوير والابتكار على دعم البحث العلميِّ، وإصدار مثل هذه البيانات والتَّوضيحات الإحصائيَّة، راجيًا من الله -العلي القدير- لوطننا الغالي مزيدًا من التقدُّم في البحث والتَّطوير والابتكار، تحت قيادتنا الرَّشيدة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.