ظهرت تشكيلةُ المدرِّب الإيطاليِّ (روبرتو مانشيني) للمنتخب السعوديِّ لكرة القدم، والذي سوف يُمثِّل الوطن في أمِّ المعارك الآسيويَّة، وهي كأسُ آسيا، التي ستُقام في دولة قطر الشَّقيقة.
وحسب علمي فإنَّ هذه البطولة، التي ستُقام بعد أيَّام معدوداتٍ هي أوَّل بطولة آسيويَّة لمنتخبنا بعد عولمة دورينا، واستقطاب أنديتنا للعديد من اللاعبين العالميِّين؛ حتَّى صار من أقوى الدوريَّات في العالم، ويشهد بذلك الأعداءُ قبل الإخوة والأصدقاء، وهي خطوة رائعة.
ومع اختيار عدد كبير من لاعبي الاحتياط في التَّشكيلة، وبعضهم قد يلعب، ولكن في الدَّقائق الخمس الأخيرة من المباريات، ولهذا -ولأوَّل مرَّة- لا أعلمُ كيف سيظهر منتخبنا في البطولة، بينما أغلبُ لاعبيه يفتقدُون للاحتكاك الكرويِّ اللَّازم لصقلهم وخوضهم لهكذا بطولة، فيها منتخبات تشنُّ وترنُّ في عالم الكرة مثل: اليابان، وأستراليا، وكوريا الجنوبيَّة، وأوزبكستان، وحتَّى بعض المنتخبات الخليجيَّة والعربيَّة مثل: العراق، وغيره!.
ورغم إسهام اللَّاعبين الدَّوليِّين مثل كريستيانو رونالدو، ومتروفيتش، ورياض محرز، وكريم بنزيما في تطوير الكرة السعوديَّة، والإسهام في برامج السِّياحة المجيدة، إلَّا أنَّ مَن سيلعب في البطولة هم أبناؤنا وحدهم، وهنا يكمن الامتحان، فمزاملة لاعبينا للنُّجوم العالميِّين سهَّلت اللَّعب عليهم، ولكن في الدوري المحليِّ، وهم في بطولة آسيا مثل الجنود الذين زاملوا عسكريِّين أقوى منهم في التَّدريبات، ثمَّ فجأةً حان وقت صعودهم لدبَّابات الحرب وحدهم، مع اعتذاري لهذَا التَّشبيه!.
أنا أؤمنُ أنَّ اللَّاعب السعوديَّ محارِبٌ، ولو من غير خوض حروب حقيقيَّة في دوريه المحليِّ، وإخلاصه لوطنه يفوق مهارته العالية أصلًا، ولو قدَّر اللهُ فوزنا بالبطولة، فلن يكون ذلك بفضل مزاملتهم التَّدريبية للنُّجوم العالميِّين، بل بفضل الله، ثمَّ بقدراتهم الفنيَّة والقتاليَّة التي لم يُزَحْ عنها الغِطاء حتَّى الآن، ولو قدَّر اللهُ خروجًا لمنتخبنا من البطولة، فلا ريبَ أنَّنا نحتاجُ لتغيير بعض خطط وبرامج الدَّوري المحليِّ، فمنتخبنا ولاعبونا أغلى وأهمُّ وأحبُّ من الأندية، ونجوم العالم.