Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

الأيادي البيضاء.. وتجربتي مع المنح

A A
في بداية عملي كعميد لكلية أهلية، أوضَحَت لي الإدارة العليا أهمية الحصول على جهات تدعم التعليم الأهلي من خلال المنح، وأهمية جذبها للمساعدة في نشر رسالة التعليم، ورفع أعداد خريجي الكلية. وبعدها دار حديث مع أحد الوجهاء حول المنح، وأفادني أنها منتشرة في الغرب بسبب الضرائب، وإمكانية خصمها منها، وأن القضية لن تكون جذابة. ونسي أو تناسى الجانب المهم، وهو الأجر الذي يحصل عليه الفرد، عند مساندة خريج فقير لا يستطيع سداد الرسوم، وكيف أنه مكَّن فرد من تحقيق أحلامه، وقدَّم عضواً منتجاً للمجتمع. فهذا الفرد لديه القدرات، ولكن لم تتح له فرصة إكمال التعليم بسبب ضيق ذات اليد، خاصة أنه كان من المقيمين، وبدأت رحلتي في الحصول على أول منحة لطالب مقيم حاصل على تقدير امتياز، ولا يستطيع سداد الرسوم، طبعاً من خارج الكلية، علماً بأن الإدارة العليا وفَّرت منحاً قُدِّمت لمواطنين، والحمد لله أثبتوا قدراتهم، ولكن المعضلة كانت في الحصول على جهة أو شخص يُقدِّم منحة على حسابه الخاص. وسنحت الفرصة في لقاءٍ غير مخطط في إحدى رحلات الطيران؛ مع الأخ حسام شبكشي، الذي بادر للاستجابة بعد شرح الموضوع له، بإعطائي أول منحة للطالب المقيم، والفرصة الثانية جاءت من الدكتورة نادية باعشن، التي تكرَّمت بمنحة من طرفها، والتي ساعدت طالباً آخر غير مقتدر. ثم بحمد لله توالت الأيادي البيضاء على الكلية من الشيخ عبدالرحمن فقيه وابنه طارق، ومن الشيخ صالح التركي، في دعم الكلية من خلال برامج المنح، وتوالت كلها ولله الحمد خلال فترات عمادتي للكلية.
في الواقع، هذه الأيادي البيضاء، جزاؤها سيكون من الخالق تبارك وتعالى، لأنها صرفت على تعليم شباب مجتهد منتج، قادر علي خدمة مجتمعه، والبيئة التي يعيش فيها، ويُدرك ويهمه ما قُدِّم له. قد لا يدرك البعض أهمية المنح في مساعدة الجهة المعلمة، والتي تبني الجيل من خلال أداء واجبها تجاه المجتمع، أو من خلال مساعدة الطالب المستفيد من المنحة في إخراج شخص منتج صالح مجتهد، لخدمة مجتمعه. ولا شك أن الله هو القادر على مكافأة مُقدِّمي المنح، خاصة أنها مبذولة لأجل رفع المجتمع، وإكسابه أعضاء منتجين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store