هناك مقولة بأنَّ الابتكارات تأتي من التَّغيير! وهذه المقولة هي حقيقة؛ لأنَّ التَّغيير يصنع الفرق في الإنجاز، وإلَّا لن نجد لأيِّ اختراع تمَّ في عصورٍ وعهودٍ سابقة -اليوم- أيَّ وجودٍ، أو تطوُّرٍ، أو تقدُّم؛ لذا فإنَّ التَّغيير يتبع الحاجة، ويتبع التقدُّم نحو المستقبل، ومَن لا يتغيَّر فسوف يُغيَّر!.
هل يعرف البعضُ، أو حتَّى يتذكَّر اسم شركة بولارويد؟، أو شركة كوداك؟، هاتان الشركتان في منتصف السبعينيَّات تقاتلًا في المنافسة، واستمرَّت معركتهما حتَّى عام ١٩٩٠، حتَّى وصلا إلى تسوية تدفعها شركة كوداك، بلغت حوالى مليار دولار في عام ١٩٩٠م، وبين عامي ٢٠٠١ و٢٠٠٩ أعلنت الشركة إفلاسها مرَّتين، وبِيعت ثلاث مرَّات. ماذا حدث؟، باختصار توقَّفت الشركة عن الاعتراف بالتَّغيير، وتوقَّفت عن التعلُّم، وكان فريقها من المبتكرين لم يدرك حقيقة متطلَّبات العملاء، وتغيُّرها المستمر، ونحن اليوم نعيشُ طفرةً في التصوير وأدواته ومخرجاته.
لماذا يقاوم النَّاسُ التَّغييرَ؟!.
معظم الناس لا تتبنَّى التَّغيير، ومَن يتبنَّ التَّغيير لابُدَّ أنْ تكون فكرته هو، والحقيقة أنَّ كلَّ شخص يقاوم التَّغيير؛ لأنَّ:
- التَّغيير يبدُو كخسارة شخصيَّة.. لا تجعل التَّغيير أمرًا شخصيًّا، فالحقيقة هي أنَّ العالم يستمرُّ بالتَّغيير، وهذا يؤثِّر على الجميع، سواء أعجبهم ذلك، أو لم يعجبهم.
- التَّغيير يبدو مربكًا؛ لأنَّه غير مألوف. فلذلك في كثير من الأحيان يبدُو غير صحيح، حتَّى تتعوَّد عليه وتألفه، ولكي تصبح أفضل ممَّا كنتَ عليه، هذا يعني أنَّ تُغيِّر كلَّ شيءٍ.
- التَّغيير يتعارض مع التَّقاليد. والتقاليدُ إذا لم تكن مرنةً لكلِّ زمن، فلابُدَّ من تجاوزها، وتحرير أنفسنا من عبوديتها، ومَن يصرّ على استخدام أساليب الأمس في عالم اليوم، لن يكون له عملٌ في المستقبل.
معظم الناس تركز على التغيير للابتعاد عن المشكلات، وليس بقدر ما تحتاجه لحل هذه المشكلات، ومعظم الناس يفضلون تغيير الظروف المحيطة بهم لتحسين حياتهم، في حين أنهم بدلاً من ذلك، يحتاجون لتغيير أنفسهم لتحسين الظروف المحيطة بهم، ولأننا نبذل الجهد في حل المشكلات دون أن نبحث في حل لأصل المشكلة؛ مما يجعلها تعود إلينا مرة تلو أخرى، فلذلك التغيير مسؤولية شخصية، يجب علينا جميعاً أن نتبناها.
كذلك معظم النَّاس يقومُونَ بالأشياء نفسها، بالطَّريقة نفسها تكرارًا، ورغم ذلك يتوقَّعُون نتائج أفضل، ويرى الكثيرُون أنَّ التَّغيير ضرورةٌ مؤذية، بدلًا من النَّظر لها كفرصٍ مفيدةٍ، كما أنَّ معظم النَّاس يرفضُون دفعَ الثَّمن الفوريِّ للتَّغيير، وينتهي بهم الأمر بدفع الثَّمن الأقصى لعدم التَّغيير.
لماذا نتغيَّر فقط عندما نتألَّم؟، أو عندما نتعلَّم بما فيه الكفاية؟.
صدقًا، نحن على بُعد قرار مصيريٍّ واحدٍ يفصلنا عن حياة مختلفة بالكامل، إذا كنت تريد ذلك، فلابُدَّ أنْ تتقبَّل المعلومات الجديدة، وتتبنَّى توجُّهًا ذهنيًّا جديدًا، وتمارس سلوكًا جديدًا، وقناعاتٍ جديدةً تؤثِّر في الآخرين، غيِّر أصدقاءك غير القادرين على النموِّ، عِشْ بشكلٍ مختلفٍ عن الأشخاص العاديِّين، تعلَّم ما لا تعرفه، وسوف ترى الفرقَ واضحًا في جميع جوانب حياتك، وابدأ من الآن من فضلك، فهذا وقتُ التَّغيير.