الصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنَا محمَّدٍ، وعليكَ أيُّهَا النبيُّ يعقوب، وهذه رسالةٌ لكَ من إنسانٍ مُسلمٍ، لا يُفرِّقُ بين رُسُلِ الله، ولا بين كُتبِهِ ولا بين ملائكتِهِ!.
والرِّسالةُ هِي عن بَنِيكَ، فأنتَ إسرائيلُ، أي عبدالله، وهم بَنُوكَ، وقدْ شاقُّوكَ كثيرًا، وخطفُوا أحبَّ أولادِكَ منكَ، النبيَّ يوسفَ -عليه السَّلامُ- وكادُوا يقتلُونَه، ورمُوه في الجُبِّ، وباعُوه لقافلةٍ مصريَّةٍ بثمنٍ بخسٍ، فأصابكَ الحزنُ وابيضَّت عيناكَ وفقدتَ البَّصرَ، ومع ذلك غفرتَ لهمْ خطيئاتِهم لمَّا لَمَّ اللهُ شملكُم، وانتقلتُم جميعًا لمصرَ، حيث استعبدَ فرعونُ أحفادَهم، فقتَّل أبناءَهم واستحيَا نساءَهم، فأنقذَهم اللهُ بالنبيِّ موسى -عليه السَّلام- وعادَ بهم لمشارفِ أرضِ فلسطينَ، وشقَّ لهم البحرَ، وأغرقَ فرعونَ، لكنَّهم رفضُوا الدُّخولَ لفلسطينَ؛ بسببِ وجودِ أهلِها الفلسطينيِّين، فَتَوَّهَهُم اللهُ في الصَّحراءِ لأربعينَ سنةً مغضوبًا عليهم، ومع ذلكَ رزقَهُم الطيِّباتِ، وأنزلَ عليهم التَّوراةَ فاستبدلُوا بهَا عبادةَ العجلِ، وعَصوا موسى، وسخرُوا منه، وكادُوا له الدَّسائسَ حتَّى ماتَ، ولمَّا دخلُوا فلسطينَ قتلُوا أنبياءَهُم الذين بُعِثُوا فيهم، وكادُوا يصلِبُونَ النَّبيَّ عيسى -عليه السَّلام- وأفسدُوا فلسطينَ، فسلَّط اللهُ عليهم عبادًا لهُ ذوِي بأسٍ شديدٍ من البابليِّين، فقتلُوا رجالَهُم، وسبُوا نساءَهُم، وشتَّتوهُم في الأرضِ كما كتبَ اللهُ عليهم، ثمَّ علم أحفادهم عن قُرْبِ بعثةِ نبيٍّ آخرِ الزَّمان في يثرب، فانتقلُوا إليهَا ظانِّين بأنَّه سيكونُ منهم، فلمَّا عرفُوا أنَّه عربيٌّ من بني النَّبيِّ إسماعيلَ -عليه السَّلام- عادُوه، وخانُوه، وسمَّمُوه، وتآمرُوا على قتلِهِ، فطردَهُم بأمرِ اللهِ من جزيرةِ العربِ، وانتقلَ أحفادُهم لأوروبا فأفسدُوا فيها، وأفشُوا الرِّبَا والدَّعارةَ والتَّحريشِ بين النَّاسِ، كعهدِهم في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فأمعنَ هتلرُ الألمانيُّ فيهم قتلًا، فانتقلَ أحفادُهُم لأمريكا التي تعاونتْ مع بريطانيا، ونقلُوهم لفلسطينَ، وزوَّدُوهم بالسِّلاحِ والمالِ تخلُّصًا منهم، وانتقامًا من المسلمِينَ لانتصارِهم على الصَّليبيِّين، وتربُّصًا لمسيخِهم الدَّجَّال المُنتظر، وها هم الآن يُشعلُون الحروبَ ضدَّ أصحابِ أرضِ فلسطينَ الأصليِّين، ويقتلُون ويعتقلُون رجالَهُم ونساءَهُم وأطفالَهُم، ولديهم خططٌ شيطانيَّةٌ وماسونيَّةٌ وصليبيَّةٌ ونازيَّةٌ؛ هي التوسُّع الأكبر في بلاد العرب والمسلمِين تحت ظلِّ سرابِ وأوهامِ السَّلام!.
وعندما جاءَكَ بَنُوكَ باكِينَ، وزاعمِينَ أنَّ الذِّئبَ قدْ أكلَ حبيبَكَ يوسفَ، عَرفتَ فورًا أنِّهم كاذبُون، فقُلتَ لَهم: بلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.
وأحفاد بنيك -اليوم- هم مثل أجدادهم الغابرين، كاذبون، وفي أيديهم ذئب حقيقي هذه المرة، ويريدون به سوءاً، وتسول لهم أنفسهم مع حلفائهم الغربيين أموراً أسوأ ضد العرب والمسلمين، فصبر جميل والله المستعان على ما يسولون، وسيحق الله الحق ويبطل الباطل، ويمن على المستضعفين بالنصر والتمكين المبين.