* عنوان المقال ليس من سبكي، بل وجدته مطبوعاً على جبين كتاب جميل؛ للمُؤلِّف الأمريكي (سيمون سينك).. هذا العنوان اللافت يرسل لك منذ الوهلة الأولى رسالة عن صفة مهمة من صفات القادة الأقوياء، هي (الإيثار) والاهتمام بالعاملين معهم.. كما يكسر الكتاب فكرة أن «القائد يُولَد ولا يُصنَع»، من خلال تقديمه للعديد من ديناميات القيادة التي يمكن اكتسابها وتطويرها.. وكأنه يُقدِّم - بسرد هذه الصفات - إجابة لسؤال لطالما واجهته شخصياً هو: كيف يمكن صناعة بيئة عمل جاذبة وفاعلة؟!.
1- القيادة الخادمة: من أهم وأنبل صفات القائد الحقيقي؛ تجسيده لمفهوم (القيادة الخادمة)، وهو مفهوم نبيل يعطي الأولوية لخدمة ودعم وإرضاء العاملين؛ بوضع احتياجات العاملين قبل احتياجات القائد الشخصية، مما يعزز بيئة العمل بروح العطاء والدعم المتبادل.
2- بناء محيط السلام النفسي: إنشاء دائرة من الثقة والأمن النفسي حول بيئة العمل، من أهم وأجلّ مهام القادة العظام، لإشعار الجميع بالأمان والثقة؛ التي تدفع نحو الابتكار والإبداع، والعمل الجماعي الفعَّال.
3- إضفاء الطابع الإنساني على بيئة العمل: من خلال الاعتراف بإنسانية كل فرد في المنظمة، وإمكانية صوابه وخطأه، (بما في ذلك القائد نفسه)، مما يساعد على صناعة بيئة أكثر تسامحاً وجاذبية.
4- إعلاء قِيَم النزاهة: للجو المشبع بقِيَم النزاهة دور مؤثر في رفع كفاءة أي منظمة، وللقادة الحكماء دور فاعل في خلق هذا الجو الأخلاقي؛ من خلال إشاعة وإعلاء قِيَم كالصدق والأمانة والشفافية، مما يساعد في ارتفاع معدلات الولاء والفخر، والشعور بالعدالة.
5- تشجيع روح العمل التعاوني: تعزيز الروح التعاونية داخل المنظمة؛ يعطي شعوراً بالانتماء ووحدة الهدف، حيث يشعر الجميع بالتقدير والتمكين، للمساهمة ببذل قصارى جهودهم نحو الوصول للأهداف المشتركة.
6- تعزيز ثقافة المساءلة والمسؤولية: يُعزِّز القائد الناجح ثقافة المسؤولية؛ من خلال توضيح مهام العاملين، وتمكينهم منها، وإشعارهم باستقلالية أفعالهم وقراراتهم، ويمكن زيادة هذا الشعور بإشراكهم في التخطيط، واطلاعهم على مدى ما تحقق من الأهداف الإستراتيجية.
7- التنوع والشمول: ثقافتان مهمتان جداً يستطيع القائد غرسهما وتطويرهما في بيئة العمل؛ من خلال احترام وجهات النظر الجديدة، حتى وإن كانت مخالفة، وتشجيع الجميع على الاطلاع والتفكير، مما سيشجع على الابتكار والتنوع.
8- رفاهية الموظفين: يهتم القادة الفعَّالون بالتوازن بين العمل والحياة، من خلال دعم الصحة البدنية والعقلية والعاطفية لأعضاء فرقهم، مما يرفع معدلات الرضا الوظيفي، وزيادة الإنتاجية بشكل عام.
9- تشجيع النمو الشخصي والمهني: يدرك القادة الإيجابيون أهمية التدريب وتعزيز النمو الشخصي والمهني داخل المنظمة، من خلال توفير فرص للتعلم وتنمية المهارات، والتقدم الوظيفي، فالقائد الجيد مدرب جيد، ولا يشعر بأي وجل أو خوف من تطور الموظفين، بل يدفعهم للتحسين المستمر، لإدراكه أن تطوير الموظف تطوير له وللمنظمة.
* «القادة يأكلون أخيراً»، رؤية إدارية وإنسانية عالية، لا يستوعبها ولا يجسدها على أرض الواقع غير أولي الفكر والعزم من القادة، ممّن يملكون القدرة على قراءة المشاعر الإنسانية للعاملين، والمبادرة بالمساعدة دون طلب، ومن يحرصون عند تقسيم المنافع على الاحتفاظ لأنفسهم بحصة أقل من الآخرين، أما في المهام، فيأخذون نصيبًا أكبر.