* الممشى، أو ما يُعرَف بـ(البوليفارد Alboulevard)، من العناوين الرئيسة في (برامج أنسنةِ المدن وتطويرهَا، وتحسين نمطِ حياةِ أهلهَا)، حيث يضمنُ لهم ممارسةَ الرياضة في أجواءٍ صحيَّةٍ، إضافةً إلى أنَّ هوامشه، عادةً ما تحضرُ فيها الكافيهاتُ، وساحاتُ الجلوسِ.
*****
* وفي المدينة المنوَّرة اليوم، هناك العشراتُ من (المماشي) التي تسكنُ الحدائقَ والأحياءَ السكنيَّةَ، وعلى جوانبِ الطُّرق، وذلك بحثًا عن سلامة ممارساتِ السكَّان الحياتيَّة، وصولًا لجودتها، ولكنَّ الملاحظَ على تلك (المماشي) نمطيَّتها وصورتهَا المكرَّرة، فلا شيءَ فيها إلَّا توسيع دائرة الأرصفةِ للمشي.
*****
* ولذا، فعندَ قراءتي عن مشروعِ (البوليفارد Alboulevard)، في (طريقِ عثمان بن عفان أو العيون)، وهو المُسمَّى بـ(مشروع واحةِ العيون)، ومشاهدتِي لصورِهِ ومجسماتِهِ، رفعتُ سقفَ توقُّعاتي؛ فطموحاتِي أصبحتْ تراهُ متميِّزًا وجاذبًا في كلِّ تفاصيلِهِ، لاسيَّما وهو في موقعٍ إستراتيجيٍّ بجوارِ مناطقَ زراعيَّةٍ.
*****
* ولكنَّ الصدمةَ القاسيةَ أحاطتْ بي عندما مررتُ بذلك المشروع قبل أيَّام بعد غيابٍ، فملامحه يظهر منها أنَّه تقليديٌّ كإخوانِهِ، فلا جديدَ فيه أو معه. فهناك فقط جلساتٌ ومساراتٌ، وصدِّقونِي شعرتُ -حينها- وأنا أتأمَّله، بأنَّه هَرِمَ قبلَ أنْ يُولَد.
*****
* وهنا أثمن جداً عطاءات (أمانة المدينة)، وما تقدمه من جهود كبيرة، ساهمت في النهضة التنموية التي تعيشها المدينة في شتى المجالات والقطاعات، وأثق جداً بإخلاص وتفاني معالي أمينها المهندس فهد بن محمد البليهشي، وجميع زملائه، وكل ذلك يناديني كي أرجوهم أن يبتعدوا عن تلك النماذج المكرورة، وأن يبحثوا عن تصاميم وأفكار خارجة وهاربة من صندوق التقليدية.
*****
* فكم أتمنَّى أنْ يكونَ مشروعُ (واحةِ العيونِ) مختلفًا، بحيث يُغطَّى مسار المشاة فيه من أعلاه وجوانبه بألواحٍ زجاجيَّةٍ متحرِّكة، تُفتح في الطَّقس المعتدلِ، وتُغلق طلبًا للدفءِ شتاءً، ومن أجل التَّكييف صيفًا، كما أتطلَّع أنْ يشتملَ المسارُ بطولِهِ على شاشةِ عرضٍ وصورٍ تحكي تاريخَ المدينة وموروثهَا، ويمكن أنْ يساهمَ القطاعُ الخاصُّ بالتنفيذ، مقابلَ الإعلاناتِ في تلك الشَّاشات والسَّاحات، إلى غيرِ ذلكَ من المقترحاتِ.
*****
* ويبقَى، ليتنَا نستفيدُ من تجربةِ العاصمة الماليزيَّة كوالالمبور في تلك المساراتِ، حيث نلحظُ التميُّزَ الذي يتمتَّعُ به المسارُ الطويلُ المُغطَّى والمُكيَّف؛ الذي يربط بين شارع Bukit Bintang، أو ما يُعرَف بـ»شارع العرب»، والبرجين العملاقَين التَّوأم «بتروناس» Petronas Twin Towers.. فهذه دعوةٌ لنبدأ من حيث انتهَى الآخرُون، وسلامتكم.