طلب منِّي أحدُ الأعزَّاءِ البحثَ عن أفضلِ مراكزِ علاجٍ للأورام السَّرطانيَّة في العالم، فبدأتُ البحثَ عن المراكزِ والمستشفياتِ الحكوميَّة والخاصَّة في الولايات المتَّحدة، والاتِّحاد الأوروبيِّ، وبعض الدُّول العربيَّة، وراسلتُ أشهرَ مركزٍ عالميٍّ في مدينة نيويورك، وغيره في بعض الدُّول الأوروبيَّة، ولم أتوقَّع أنْ يكونَ الردُّ أنَّ هناك مركزَ الأميرة نورة لعلاجِ الأورامِ السَّرطانيَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، بمدينة جدَّة، بمستشفى الحرس الوطنيِّ، الذي يُعتبر أحد المراكز المتخصِّصة، ذات السُّمعة العالميَّة، من حيث دقَّة الفحوصاتِ، وتشخيصِ الأورامِ، وخططِ علاجِهَا، وارتفاعِ نسبِ نتائجِ العلاجِ الإيجابيَّة، ويضمُّ المركزُ مجموعةً من الأطباءِ الاستشاريِّين المتخصِّصين في الأورامِ السَّرطانيَّة وعلاجها، بقيادةِ الأستاذ الدكتور محمد الزهراني مدير مستشفى الحرس الوطنيِّ بجدَّة، مع فريقه المتخصِّص من الدكاترة، مثل الدكتور موسى شحاتة، والدكتور محمد القرني، وغيرهم ممَّن يتمتَّعون بسُمعة عالميَّة في مجال علاج السَّرطان.
والحقيقة، فخرٌ لنا في المملكةِ أنْ يكونَ لدينا هذا المستوى من المراكزِ الطبيَّة الحكوميَّة، وبشهادة مراكز عالميَّة متخصِّصة، حيث يُعتبر مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للأورامِ بمستشفى الحرس الوطنيِّ بجدَّة من أرقى مراكزِ علاجِ السَّرطان في العالم، حيث يقدِّم مجموعةً شاملةً من خدماتِ علاجِ السَّرطان، بما في ذلكَ العلاجُ الكيميائيُّ، والعلاجُ الإشعاعيُّ، والجراحةُ، والعلاجُ المناعيُّ، والعلاجُ بالخلايا الجذعيَّة، ومركزٌ للبحوثِ السريريَّةِ لإجراءِ دراساتٍ حول علاجاتٍ جديدةٍ للسَّرطان، وقد تمَّ اعتماده من قِبل اللجنةِ الدوليَّةِ المشتركة (JCI)، وهي أعلى هيئة اعتماد للمستشفيات في العالم، وحاصل أيضًا على جائزةِ الملك عبدالعزيز للجودةِ، وخلال احتفال المركزِ بنجاحِ أكثر من 100 حالةِ زراعةِ نخاعٍ عظميٍّ، أكَّد الدكتور الزهراني نجاح زراعة نخاع العظمِ لأكثر من 100 حالةٍ بالمركز، وجميعها تكلَّلت بالنَّجاح للكبارِ والأطفالِ، وأنَّ المركز يستقبلُ سنويًّا أكثر من 2000 حالة أورام، وما يقاربُ 300 حالةِ سرطانِ دمٍ «لوكيميا» للكبارِ والصِّغارِ، ويتمُّ علاج سرطاناتِ الغُدد الليمفاويَّة، وسرطانات نقي العظمِ المتعدِّدة، كما تتمُّ الزِّراعة لأمراضِ فشلِ النُّخاعِ العظميِّ بأسبابها المتعدِّدة، وتتجاوزُ نسبة الشِّفاء في بعض هذه الأمراضِ أكثرَ من 90%، مع زراعة النُّخاع العظميِّ.
من حقنا أن نفخر بمستشفيات الحرس الوطني، التي أصبحت بديلاً قوياً لعلاج مرض السرطان الذي لا علاج له إلا في أحد المراكز العالمية، وشكراً لدولتنا التي حرصت على تأهيل الدكاترة السعوديين بأعلى المستويات العلمية والخبرات الدولية، ووفرت أحدث الأجهزة الطبية وأعلى مستوى مراكز التحاليل الطبية، ولازلنا ننتظرُ منذُ سنواتٍ أنْ يتمَّ تشغيلُ مبنى المستشفى الجديد، الذي سيرفعُ من مستوى الخدماتِ السريريَّةِ لمرضَى السَّرطان، والأمراض الأُخْرَى.