* الإنسانُ النَّاجحُ، أو السَّاعي بجدٍ وراء هاماتِ النَّجاح؛ لا يركنُ أبدًا لواقعه السَّلبيِّ، ولا يبقى أسيرًا له مهما كان مظلمًا؛ فهو يرى نفسه (صقرًا) طموحُهُ التَّحليق حتَّى لو كان صغيرًا، أو أحاطت به العقباتُ، والأهم الخروج من دائرةِ أولئك المتخاذلين الذين عجزُوا عن تحقيق ما يبحثُون عنه، وبالتَّالي فهم يريدُون لغيرهم أنْ يصبح مثلَهم!
*****
* وفي هذا الميدان، تحضرُ الحكايةُ الأسطوريَّة التي تؤكِّد أنَّ (صقرًا) كان يعيشُ في عشِّه الصَّغير، الذي يسكن قمَّة أحد الجبال، وذات مساء سقطت إحدى بيضاتِهِ، وَلِحَضِّها وقعتْ على أرضٍ رمليَّةٍ! ومنها تدحرجت لتستقرَّ في قِنٍّ، أو عِشٍّ للدَّجاج.
* وهنا تطوَّعت دجاجةٌ لاحتضانِ (تلك البيضة)، والعناية بها حتَّى فقستْ؛ فخرج منها (فرخُ صقرٍ جميل)؛ الذي نشأ وتربَّى على أنَّه (دجاجةٌ) ضعيفةٌ وعاجزةٌ. وذات يوم، وفيما كان يلعبُ مع الدَّجاج، شاهد مجموعةً من (الصُّقور) تحلِّق عاليًا في السَّماء، فتمنَّى أنْ لو يستطيع السِّباحة في الفضاء مثلهم، لكنَّ (حلمه هذا) قُوبل بضحكاتِ الاستهزاءِ من الدَّجاج مرافقيه قائلين له: ما أنت سوى دجاجةٍ مسكينةٍ، ولن تستطيعَ أبدًا أنْ تفعل مثلهم، وأنْ تكون منهم؛ الأمر الذي قتل طموح ذلك (الصَّقر)؛ لذا عاش بقيَّة حياته يائسًا يدُبُّ على الأرضِ!!
*****
* تلك الحكاية وإنْ كانت من صناعة الخيال؛ لكنها فيها الدعوة الصادقة لكل إنسان؛ كيما تلاحقه أحلامه وطموحاته المشروعة والممكنة، مهما كانت التحديات، وهذا لا يأتي فقط بالأمنيات، بل بالعمل والمثابرة؛ للوصول للأهداف، بعد وضع الوسائل التي تقود إليها، ولكن قبل ذلك عليه أنْ يكون (صقراً) يحلق بعيداً عن أولئك (الدجاج أو المحبطين) الذين يريدون منه أن يبقى كهم على اليابسة، وبعيداً عن قمم النجاح، وسلامتكم.