* كان -ولا يزال- (البحثُ العلميُّ) من أهم أسباب تطوُّر الدُّول، وصناعة المجتمعات والحضارات؛ لما أنَّه الوحيدُ القادرُ على دراسة الماضي، وتحليل تفاصيله، بما يساعد على فهم الواقع والتَّعايش معه، ولأنَّه فاعلٌ جدًّا في تشخيص مشكلات المجتمع المختلفة، سواء كانت (فكريَّةً، أو تعليميَّةً، أو اقتصاديَّةً، أو بيئيَّةً، أو صحيَّةً...)، والسَّعي لمعالجتها بأساليبَ مبتكرة وناجحة.
*****
كما أنَّ (البحثَ العلميَّ) قارئٌ مهمٌّ وأهمُّ للحاضر؛ ليستشرفَ منه صورة المستقبل، طلبًا للتَّنمية المُستدامة التي تضمن رفاهيَّة الإنسان؛ وهو سبب ما نعيشه من ثورةٍ صناعيَّةٍ وتقنيةٍ في مختلف القطاعات والسَّاحات؛ ولذا فقد أصبحَ سلاحًا تتسابقُ الدُّول لامتلاكِهِ، وعليه تنفق المليارات من النَّاتج القوميِّ.
*****
* وفي هذا الإطار يشيرُ تقريرٌ صادرٌ عن (اليونسكو) بأنَّ (إسرائيلَ) تتصدَّر قائمة الدُّول في الإنفاق على البحث، وذلك بما نسبته 4.21% من النَّاتج القوميِّ، وبعدها تحضر (كوريا الشماليَّة) بـ4.15%، فيما تنفق الدُّول العربيَّة مجتمعةً نحو 0.3%، وهو أقلُّ بكثيرٍ من المتوسِّط العالميِّ البالغ (1.79%).
*****
* وهنا وبما أن (وطننا الغالي) يشهد -ولله الحمد- حراكاً نحو الأفضل في شتى المجالات، وهذا ما بشرت به رؤية 2030م، ولأن (البحث العلمي) ركن أساس في الوصول لتلك الطموحات، فلابد من (فتح صندوقه الأسود)، الذي يكتنفه الغموض في جامعاتنا ومراكزنا وكراسينا العلمية، ومن ثم دعمه مالياً، ولوجستياً، بما يجعله خادماً لقضايا المجتمع، وصانعاً للمستقبل الذي ننشده، مع تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، ولكن مع استبعاد تلك الأبحاث النظريَّة، كالتَّحقيق المكرور للمخطوطات التي لا قيمة لها.
*****
* ويبقى سؤالٌ نطرحه على مسؤولي هيئة تنمية البحث والتَّطوير والابتكار، لقد صدرَ القرارُ بإنشاءِ الهيئة في يونيو من العام 2021؛ فهلَّا تكرَّمتم بأنشطتها ومنجزاتها حتَّى يومنا هذا، طبعًا على أرض الواقع، وبعيدًا عن الاجتماعات وورش العمل؟.. وسلامتكم.