Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. اياد طلال عطار

من ذكريات الجامعة

A A
من حينٍ إلى آخرَ أحنُّ لرؤيةِ ملفاتِي القديمةِ؛ لمَا لهَا من ذكرياتٍ قيِّمةٍ لأشخاصٍ أكنُّ لهُم كلَّ الحبِّ والتقديرِ، ولهُم تأثيرٌ كبيرٌ على الصَّعيدِ الشَّخصيِّ في حياتِي العمليَّةِ، ومن توفيقِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- أنْ أعملَ في مكانٍ درستُ فيهِ وعشتُ أجملَ أيَّامِي أثناءَ مرحلةِ البكالوريوسِ والماجستيرِ (جامعة الملك عبدالعزيز)، ولعلَّي أذكرُ بعضًا من الأسماءِ لعلَّ وعسَى أنْ تكونَ تكريمًا لهُم، وبهَا عبرةٌ وعِظةٌ مفيدةٌ للجيلِ الحاليِّ.

لم يجبرنِي والدِي -رحمَهُ اللهُ- أو والدِتي -حفظَهَا اللهُ- على دخولِ كليَّةِ الهندسةِ، كمَا هُو المعتادُ -آنذاك- في المجتمعِ، وتركَ لِي الاختيارَ مع توجيهِهم لِي وتبيانِ التخصُّصاتِ المتنوِّعةِ في الجامعةِ، وكانَ دعمُهم المتواصلُ سببَ نجاحِي الدراسيِّ في البكالوريوس، وكانَ هناكَ حرصٌ على استكمالِ دراستِي للماجستيرِ، والدكتوراةِ وتوفيرِ البيئةِ المناسبةِ للتفوُّقِ والنَّجاحِ.

العمُّ الغَالِي مصطفى عطَّار -رحمَهُ اللهُ- كانَ مديرًا للتَّعليمِ بمنطقةِ مكَّة المكرَّمة -رحمَهُ اللهُ- وكانَ ينصحنِي دائمًا بالابتعاثِ واستكمالِ الدِّراسةِ، فرغمَ حصولِي على وظيفةٍ هندسيَّةٍ في مشروعاتِ المطاراتِ -حينها- ولكنْ يظلُّ يلحُّ في ذلكَ عندَ كلِّ لقاءٍ عائليٍّ.

العمُّ الغَالِي صلاح عطَّار -رحمَهُ اللهُ- كانَ رئيسَ المجلسِ العلميِّ في جامعةِ الملكِ عبدالعزيز، وكانَ صديقَ الوالدِ المقرَّبَ، وتربطهُمَا علاقةٌ قويَّةٌ، فعندَ قبولِي في الجامعةِ كنتُ أزورُهُ في مكتبِهِ مع والدِي -رحمَهُ اللهُ-، ولمْ أكنْ أرغبُ إتمامَ القبولِ بالجامعةِ؛ بسببِ عدمِ رغبتِي في الالتحاقِ بذلكَ التَّخصُّصِ المقبولِ بهِ، ولكنْ نصحنَي بإثباتِ قدراتِي في السَّنةِ الأُولى الجامعيَّة، وبعدَهَا يمكننِي اختيار مَا أودُّ، وهُو مَا حصلَ، وأتممتُ القبولَ في الجامعةِ، ثمَّ حصلتُ على معدلٍ أهَّلنِي لدخولِ الهندسةِ، ومن ثمَّ الهندسةِ الكهربائيَّةِ والحاسباتِ.

العمُّ الغَالِي عمر عطَّار -رحمَهُ اللهُ- كانَ عضوَ هيئةِ تدريسٍ بجامعةِ أمِّ القُرَى، وكانَ موسوعةً في المعلوماتِ، وتربطهُ علاقةٌ وثيقةٌ بالوالدِ -رحمَهُ اللهُ-، وعندَ الاجتماعِ بهِ كانَ يبهرنِي بتنقلِهِ من موضوعٍ لآخرَ بعلمٍ وقراءةٍ متواصلةٍ، وكانَ الحديثُ معَهُ ذا شجونٍ خاصَّة عندَ النِّقاشِ مع الوالدِ -رحمَهُ اللهُ-، ومن خلالِ ذلكَ يتَّضحُ للجيلِ الحاليِّ أهميَّةَ مرافقةِ آبائِهِم والاجتماعِ مع الأقاربِ لما فيهَا من استماعٍ لخبراتٍ متنوِّعةٍ، ونصائحَ مجانيَّةٍ، وهو عكسُ ماهو متاحٌ حاليًّا للجيلِ الحاليِّ من العزلةِ بالأجهزةِ، واستماعٍ لنصائحَ تسويقيَّةٍ ومؤثِّرين يسعون للشهرةِ والمالِ.. ومن المصادفةِ السعيدةِ لي عندَ اطِّلاعِي على الشهاداتِ التقديريَّةِ الجامعيَّةِ؛ بسببِ حصولِي علَى معدلٍ مرتفعٍ لفصلَين دراسيَّين، ولاحظتُ مؤخَّرًا أنَّها موقَّعةٌ من قِبل عميدِ شؤونِ الطُّلابِ حينهَا البروفيسور صالح عبدالعزيز الكريِّم، وهُو الآن (جاري الأيمن) في صفحةِ المقالاتِ، في صحيفةِ المدينةِ، وهو صاحبُ قلمٍ مبدعٍ متنوِّعٍ ومتجدِّدٍ، وأتعلَّمُ منهُ بشكلٍ دائمٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store