* هي قناعة مبرَّرة..!
* وهذه القناعة تخوِّلني بالاعتقاد أنَّ الباحة لديها (حزمة) من الممكنات لتكون واجهةً، ووجهةً سياحيَّةً واعدةً على المدى المنظور، ولمَّا تزلْ تلك القناعة مربوطةً بالإيمان أنَّ السياحة كـ(صناعة) لا تخضع فقط لسلطة لمكان، كـ(مكان) مجرَّد؛ ولكن، كذلك لِمَا في المكان..!
* ومن سوء الفهم، أنَّ هناك مَن يظنُّ أنَّ السياحة مجرَّد نزهة في مكان عام تحيط به المياه والخضرة، أو حاضنة خاصَّة تدفع بالأُنس والبهجة، حينما تتجرَّد عن أعين الناس فقط..!!
* وهذا الفهم، لا يستقيم، فلا هذه بصناعة سياحيَّة، ولا قاربت عوالمها، إلَّا كمقاربة القشرة دون اللباب..!
* وإذا كان المختصُّون يجمِعون على أنَّ السياحة كصناعة، تقوم على ثلاثة أُسس تبدأ من النقل، والإيواء، مرورًا بمجموعة من البرامج، وليس انتهاءً ببنية المكان التحتيَّة منها والفوقيَّة، فإنَّ جملة تلك الأُسس تُعدُّ -في المقام الأوَّل- العصب القوي، والآصرة الممتدة لصناعة السياحة، وإذا سقط منها واحد، فقد اختلَّ بناء هذه الصناعة، الأمر الذي معه يمكن القول: إنَّ السياحة كـ(علم) لا يمكن أنْ يكون إلَّا بتوافر قواعده، ونظرياته: المكانية، والتنموية، والاقتصادية، فضلًا عن ارتباطه بعلم الاجتماع، وعلم النَّفس، وعلم التَّأريخ والآثار والبيئة.
* وفي ظلِّ وجود تلك الأُسس، تبقى مجموعة أُخْرى من المقوِّمات أَحرى بحضورها، أوَّلها أناس يحبُّون مَن يأنس بهم ويألفهم، وهذه خصيصة -لا أشكُّ- في وجودها بين أهالي الباحة. وثانيها تلك الحظوة المتميِّزة من الأجواء المناخيَّة، ولا ريبَ أنَّ الباحة تمتلك سلطتها الطبيعيَّة ما بين مناطق المملكة، وثالثها ذلك الثَّراء المتنوِّع ما بين جبالها الشاهقة، وقراها الأثرية، وأوديتها المخضَّلة. وتلك -في نظري- تُعدُّ مجموعةً (محرزةً) من المقوِّمات الكفيلة بفتح نافذة نحو عالم السياحة، وصناعتها في منطقة الباحة.
* ولعلِّي أستطيع القول: إنَّ أهل الباحة على موعد مع عالم السياحة، إنْ أحسنوا إلى هذا العلم، وأجادوا هذه الصناعة الواعدة، وعملوا على استثمارها.
* بقي القول: إنَّ صناعة السياحة مرهونة بالمكان، وأهل المكان، لا بقاصديه فقط؛ فاشتغال المكان بالسَّائحين مدعاة إلى علو سقف التنمية بكل أبعادها، كما أنَّ اشتغال المكان بقاصديه مدعاة -أيضًا- إلى ارتهانه بما يعود بالنَّفع العام؛ لأنَّ حصيلة المكاسب متعدِّدة المسارب، سابغة الجوانب، منها التجاري، والمالي، والاقتصادي، والخدمي، والتنموي.
smszahrani@bu.edu.sa