في بعضِ المدنِ السعوديَّةِ، وعلَى رأسهَا جدَّة بالطبعِ، يوجدُ مستحيلٌ قد توغَّل في عالمِ الاستحالةِ مع مرورِ الزَّمنِ!.
وهذا المستحيلُ قد استمرَّ لعقودٍ طويلةٍ، ومؤشِّرُ صعودِهِ ما زالَ مستمرًّا، ولم يفترْ ولو قليلًا، وأتمنى تحقيقه كي تمسَّ السعادةُ سُكَّانَ المدنِ، وتستجودَ حياتهم أكثرَ ممَّا هي مُجوَّدةٌ.
وهذا المستحيلُ هو أنْ تخلُو الشوارعُ الفرعيَّةُ، من العيوبِ الفنيَّةِ في سفلتتهَا وأرصفتِهَا وإنارتِهَا وباقِي مرافقِهَا العامَّة؛ بسببِ كثرةِ حفريَّاتِ الشَّركاتِ الخاصَّة بتمديدِ الخدماتِ، ممَّا تُنفِّذ بعشوائيَّةٍ وفوضى وجودةِ منخفضةٍ، تحتاجُ معها لحفرياتٍ أخرى لإصلاحِ ما عطب، أو ما لم يكتملْ من الخدماتِ، فضلًا عن الترقيعِ بالغِ السوءِ الذي تعملهُ الشركاتُ في الشوارعِ بعدَ تنفيذِ أعمالِهَا، ونُدرةِ برامجِ الصيانةِ البلديَّةِ وربَّما انعدامهَا!.
وكذلكَ، فإنَّ هذَا المستحيلَ هو أنْ تخلُو الشوارعُ الفرعيَّةُ من نفاياتِ النَّاسِ التي يُلقونَهَا على الأرضِ، وليسَ داخلَ حاوياتِ النفاياتِ، وهو إهمالٌ فظيعٌ، وعدمُ تحمُّل للمسؤوليَّةِ المجتمعيَّةِ الواقعةِ على أعتاقِهم، فضلًا عن عدمِ قُدرةِ عُمَّالِ النظافةِ الأجانب على كَنْسِ تسونامي النفاياتِ الذي يُلقيه النَّاسُ، فيؤثرُونَ العملَ قليلًا فيما تمِّ استقدامهم لأجلِهِ وهو التَّنظيفُ، ويستبدلون به التسوُّلِ من الباطنِ كثيرًا!.
وقد تحوَّلت شوارعنَا الفرعيَّة إثر ذلكَ إلى ما يُشبهُ الشوارعَ في الأحياءِ العشوائيةِ رغم نظاميتهَا، وصار لدينا شوارعُ رئيسةُ في غاية الجمال والأناقة، وأخرى فرعيَّة عكس ذلكَ، وتفتقرُ للجمالِ والأناقةِ، يعني حبَّة فوق وحبَّة تحت، مع الاعتذارِ للمطربِ المصريِّ أحمد عدويَّة لاقتباسِي اسمَ أغنيتِه الشهيرةِ!.
حسنًا، ماذا بقي؟.
بقي أنْ أدعُوَ، وأنْ تُؤمِّنُوا معِي، بأنْ يتحقَّقَ المستحيلُ، وتصبحَ شوارعنَا الفرعيَّة باطنًا جميلًا وأنيقًا، مثل ظاهر الشوارعِ الرئيسةِ، وأنْ تتجوَّد بُنيتنا التحتيَّة كَي تناسبَ التطوُّرَ النوعيَّ والكبيرَ في معيشتنَا واقتصادنَا، قولُوا: آمين!.