هل الصيامُ مختصٌّ بالدِّينِ الإسلاميِّ فقطْ، أم موجودٌ في أديانٍ أُخْرى؟!
الإجابةُ: نعم.. الصيامُ هو ممارسةٌ دينيَّةٌ موجودةٌ في عدَّةِ أديانٍ، وتختلفُ تفاصيلهَا وأساليبهَا من دينٍ إلى آخرَ.
في الإسلامِ يعتبرُ شهرُ رمضانَ الكريم شهرَ الصِّيامِ المقدَّسِ، حيثُ يصومُ المسلمُونَ من طلوعِ الفجرِ حتَّى غروبِ الشمسِ، ويمتنعُ المسلمُون خلالَ فترةِ الصيامِ عن تناولِ الطعامِ والشرابِ والتدخينِ وبعضِ السلوكيَّاتِ السلبيَّةِ، ويعتبرُ الصيامُ في الإسلامِ وسيلةً للتقرُّبِ إلى اللهِ، وتطهيرَ النَّفسِ، وتجديدَ العزيمةِ، والتحكم في الشَّهواتِ.
لكنْ في العديدِ من التقاليدِ المسيحيَّةِ يمارسُ الصومُ خلالَ فترةِ الصومِ الكبيرِ التي تسبقُ عيدَ الفصحِ، ويختلفُ توقيتُ الصومِ الكبيرِ بين الطوائفِ المسيحيَّةِ المختلفةِ، ولكنْ عمومًا يتضمَّنُ الامتناعَ عن بعضِ أنواعِ الطَّعامِ والشَّرابِ، وغالبًا ما يترافقُ الصومُ بالصلاةِ والتأمُّلِ والتطوُّعِ.
في اليهوديَّةِ، يمارسُ الصومُ في أيَّامِ الصومِ الدينيَّةِ المقدَّسةِ مثل يومِ الكيبورِ (يوم الغفران) ويومِ تسوم غدليا (صوم جديا)، وخلال أيام الصومِ، يمتنعُ اليهودُ عن تناولِ الطَّعامِ والشَّرابِ لفترةٍ محددةٍ، ويقضُون هذه الأيام في الصلاةِ والتأمُّلِ والتوبةِ.
في الهندوسيَّةِ، يمكنُ أنْ يتمَ ممارسةُ الصومِ كجزءٍ من العبادةِ أو التقديسِ الشخصيِّ، وقد يتضمَّنُ الصومُ في الهندوسيَّةِ امتناعًا عن تناولِ الطعامِ، أو امتناعًا عن أنواعٍ معيَّنةٍ من الأطعمةِ، أو التقليل من كميَّةِ الطعامِ المتناولةِ.
يمكنُ ملاحظة أنَّ الصومَ في العديدِ من الأديانِ يعتبرُ فرصةً للتأمُّلِ والتقرُّبِ إلى اللهِ، وللتضامنِ مع المحتاجِينَ، وتختلفُ تفاصيلُ وأهدافُ الصومِ بين الأديانِ وداخلِ كلِّ دينٍ نفسه وفقًا للتقاليدِ والمعتقداتِ المحليَّةِ.
ولكنْ يبقَى الدِّينُ الإسلاميُّ مختلفًا بتعمُّقِ موضوعِ الصومِ لمدَّةِ شهرٍ متواصلٍ، ومع انتهائهِ يكونُ عيد الفطرِ، وهو شهرٌ يجتمعُ فيه المسلمُون حول العالمِ ممَّا يذُكِّر بأهميَّةِ استمرارِ العاداتِ الرمضانيَّةِ الحميدةِ مثل مساعدةِ الفقراءِ والعودةِ إلى الأخلاقِ ليكونَ لنواة مجتمعٍ قويٍّ مترابطٍ طوالَ السنةِ.