إذا رأيتم إسرائيليين يلبسون بنطالاً أسود، وقميصاً أبيض بدون رباط العنق، وقُبّعة سوداء، ويعْفُون لِحاهم بطريقة مقزّزة، ويعقصون جزءًا من شعرهم على شكل ضفيرتيْن جانبيتيْن طويلتيْن، فاعلموا أنّكم بحضرة يهود الحريديم الذين هم اليهود الأرثوذكس المتشدّدين، وكلمة الحريديم بالعبرية تعني (الأتقياء)!.
تصوّروا.. يعتبرون أنفسهم أتقياء رغم كلّ ما قدّمه الإسرائيليون من أعمال ليس فيها تقوى تجاه الفلسطينيين والعرب والمسلمين بل والإنسانية جمعاء!.
وهم يعتبرون أنفسهم مرشدين روحيين للإسرائيليين، وفي هذا يتشابهون مع جماعات الإخوان المحظورة، ويتفرّغون لتعلّم وتعليم التوراة القديمة، المحرّفة طبعاً، ولا يجيدون غير ذلك باستثناء البصْق على كلّ مسلم أو مسيحي يقطن في فلسطين المحتلّة خلال مقابلتهم لهم في الشارع، بينما يحترمون المسيحيين الإنجيليين المتشدّدين الذين يعيشون في الغرب خوفاً من فقدان الدعم الغربي لإسرائيل!.
وهم يمثّلون نسبة ١٣٪ من سُكّان إسرائيل، وهي نسبة كبيرة، ويمكن تصنيفهم باليهود الدواعش، وقد اشترطوا على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعدم تجنيدهم الإجباري وعدم خوضهم للحروب والاكتفاء فقط بالإرشاد الديني!.
وهم الآن يخوضون حرباً قضائية ضدّ الحكومة الإسرائيلية التي تريد منهم المشاركة الفعلية في الحرب وليس الاكتفاء بالتوجيه الديني، وفي هذا دليل على خسارة إسرائيل للكثير من جنودها النظاميين في الحرب الحالية وإخفائها لأعداد القتلى والفاطسين، ويُبرّر سبب رغبتها لضمّ الحريديم لجيشها النظامي!.
وقد يظنّ ظانّ أنّ الحريديم ليسوا خطيرين، إذ العكس هو الصحيح، فزعماؤهم يصرّحون بلا تلميح ولا مواربة أنّ قتل الأمّهات الفلسطينيات وأطفالهنّ هو واجب مقدّس لأنّهنّ مصنع تفريخ الأطفال الذين سيتحوّلون لمقاتلين عندما يكبرون، ومن يقتل امرأةً فلسطينية أو مسلمة مع طفلها ولو كان جنيناً في بطنها أو رضيعاً فلا شكّ لديهم أنّه خدم وأعلى دين موسى عليه السلام كما يزعمون!.
هؤلاء هم أتقياء إسرائيل فكيف بعامّتهم؟!