في مباراةِ منتخبنَا التي لُعِبَت ليلةَ الجمعةِ الماضيةِ ضدَّ منتخبِ طاجيكستان؛ وانتهتْ بفوزِ منتخبنَا بنتيجةِ (١/صفر)، ظلَّ معلِّقُ المباراةِ في قناةِ الكأسِ القطريَّةِ يُردُّد عبارةَ (يا تقيُّ اتَّقِ اللهَ) لحكمِ المباراةِ الماليزيِّ محمَّد تقيّ؛ إثرَ تغاضيهِ عن ضربتَي جزاءٍ واضحتَين وضوحَ الشَّمسِ في رابعةِ النَّهارِ لصالحِ منتخبنَا، وكانَ بالإمكانِ معهمَا مضاعفةُ النتيجةِ إلى ثلاثةِ أهدافٍ بنكهةٍ سعوديَّةٍ في ليلةٍ رمضانيَّةٍ جميلةٍ!.
وليسَ هذَا الماليزيُّ مَن يحتاجُ وحدهُ للتَّقوى، بل هناكَ أيضًا بعضُ شركاتِ البثِّ التلفزيونيِّ التي تنقلُ المبارياتِ حصريًّا للمشاهدِينَ في ربوعِ الوطنِ وحولَ العالمِ!.
والقصَّةُ هي أنَّني شاهدْتُ المباراةَ على هاتفِي الجوَّال في أحدِ حساباتِ منصَّة "X" غير المُوثَّقةِ، وكانَ بثُّها رديئًا للغايةِ، ويعملُ لدقائقَ قليلةٍ وينقطعُ لدقائقَ كثيرةٍ، وقد اضطرْرتُ لذلكَ؛ لانتهاءِ اشتراكِي في القناةِ الفضائيَّةِ في نفسِ يومِ المباراةِ، ولم تُشعرنِي القناةُ بالانتهاءِ، كمَا لم تُمهلنِي ولو ٩٠ دقيقةً هي عمرُ المباراةِ من اشتراكِ قد استمرَّ ٣ أشهر، أو ١٢٩٦٠٠ دقيقةٍ مدفوعة الثَّمنِ!.
وهنَا أعيدُ سيرةَ مشاهدةِ مبارياتِ منتخبنَا الوطنيِّ التي تختلفُ عن مبارياتِ الدوريِّ، ويتابعهَا كثيرٌ من السعوديِّين حُبًّا جمًّا فيه، ممَّا ينبعُ من حبِّ الوطنِ الذي أُشْرِبَ في قلوبِهِم، وقدْ لا يكونُون من متابعِي الدوري الطويل؛ عكسَ مباريات المنتخبِ التي تُلعبُ في مناسباتٍ قصيرةٍ ومتباعدةٍ، ولا يكترثُون بصراعاتِ الأنديةِ وتنافساتِهَا، وتعصُّب بعضِ جماهيرهَا الأرعنِ ضدَّ بعضهِم الآخرَ، فلماذَا نحكمُ عليهم بأنْ يدفعُوا لمتابعةِ مبارياتِ منتخبهِم، وإنْ لم يدفعُوا فلا متابعةَ ولا يفرحُون؛ بل يحزنُون!.
أعتقدُ أنَّ مبارياتِ منتخبنَا الوطنيِّ ينبغِي أنْ تكونَ بالمجَّانِ، وألَّا يُتاجَر بهَا، فمشاهدةُ منتخبِنَا وهو يلعبُ ويفوزُ، هي هديةٌ وطنيَّةٌ ينبغِي أنْ تُوهبَ لمواطنينَا لإدخالِ السرورِ والبهجةِ على قلوبِهِم.