لليهودِ كتابَانِ همَا التوراةُ والتلمودُ، فأمَّا التوراةُ فهُو الذِي أُنزِلَ علَى النبيِّ موسى -عليهِ السَّلامُ- في ألواحٍ مكتوبةٍ، وبذلكَ فإنَّه يُسمَّى الشريعةُ المكتوبةُ.
وأمَّا التلمودُ فهُو التَّعاليمُ الإلهيَّةُ الشفهيَّةُ التي كُلِّم بهَا موسى ودوَّنهَا اليهودُ بأنفسِهِم فيهِ، ويُعتبرُ المؤثِّر الرئيس لليهودِ، رغمَ كونهِ ليسَ الشريعةَ الرسميَّةَ.
وكلا الكتَابَيْن قد حرَّفهمَا أحبارُ اليهودِ الغابرُونَ، لفظًا، ومعنًى، وتأويلًا، إمَّا بالزيادةِ أو بالنقصانِ، كمَا يتماشَى مع أهوائِهم الدنيئةِ، وتصرُّفهم بأنَّهم شعبُ اللهِ المُختارُ الذي يُفضِّلهُ اللهُ طيلةَ الزَّمانِ وإلى يومِ القيامةِ!.
وفي التلمودِ أمورٌ خطيرةٌ، هي أخطرُ التراثِ الموجودِ عند اليهودِ، وبعد نشوبِ حربِ غزَّة الحاليَّة، لم يعدْ رجالُ الدِّينِ الإسرئيليُّون يُخفونَهَا، بل يصرِّحُون بها مباشرةً دونَ مواربةٍ، ويؤمنُونَ بهَا إيمانًا تامًّا بمَن في ذلكَ رؤساءُ الحكومةِ الإسرائيليَّةِ الذين فقطْ يلمِّحُون بهَا ولا يصرِّحُون من بابِ السياسةِ والدبلوماسيَّةِ!.
ومن هذَا التراثِ: تسميةُ غيرِ اليهودِ بكلمةِ (الأمميِّين)، وأهمُّ هؤلاءِ الأمميِّين -بالطبعِ- العربُ والمسلمُون، بلْ وحتَّى الغربُ المسيحيُّ الذي فقط يجاملهُ اليهودُ بسببِ قوَّتهِ العسكريَّةِ والاقتصاديَّةِ ودعمهِ لهمْ، وأنَّ اللهَ خلقَ الأمميِّين لخدمةِ اليهودِ الذينَ هم السَّادةُ وغيرهُم عبيدٌ، وهذَا ما جعلَ إسرائيلَ قبلَ الحربِ توظِّف آلافَ الفلسطينيِّين من غزَّة في الأعمالِ الوضيعةِ والشاقَّةِ، بشرطِ عدمِ مبيتِهم في مُدنهَا ومستوطناتِهَا، وقدومهم إليهَا كلَّ صباحٍ ومغادرتهُم لها في المساءِ!.
ومن هذا التراثِ أيضا جوازُ قتلِ اليهودِ للأمميين بمن في ذلكَ الأطفالُ، ولو كانوا أجنةً في بطونِ أمهاتهم أو رضعا من الأثداءِ، واغتصابُ نسائهم، وحرقُ مزروعاتهم، وتدميرُ مساكنهم، وحرمانهم من الماءِ والطعامِ، وهذا هو بالضبطِ ما فعلوه في أهلِ غزة بلا رحمةٍ، بلْ يؤمنون أنهم مأجورونَ ومثابونَ ومعذورونَ!.
وأخيرًا وليسَ آخِرًا، فإنَّ كلَّ أرضٍ داستْ عليهَا أقدامُ اليهودِ فهِي موهوبةٌ لهُم من اللهِ، ولو احتاجُوا لأعضاءٍ بشريَّةٍ لمرضاهُم، مثل الكبدِ أو الكُلى ثمَّ وجدوهَا في أجسادِ أمميِّين فلا حرجَ عليهِم من نقلِ الأعضاءِ لهُم بالقوَّةِ والقتلِ الرَّحيمِ، ويا أمانَ الأمميِّين من عنصريَّةِ ووحشيَّةِ هؤلاءِ المحتلِّين والمتوسِّعِين والطَّامِعِين!.