في نهاية شهر رمضان المبارك، يسجل زوار الحرمين الشريفين، للعمرة والزيارة، عظيم شكرهم وامتنانهم لحكومة المملكة العربية السعودية على الإنجاز العظيم في خدمة الحرمين، اللذين استقبلا الملايين خلال شهر رمضان من داخل وخارج المملكة بنجاحٍ متميز للخدمات المقدمة، وقد يكون هو الأكبر عدداً في تاريخ شهور رمضان على مر السنين الماضية، يقابله خدمات أكبر جندت لها مئات الآلاف من الأفراد في مختلف التخصصات لخدمة زوار الحرم الشريف والمسجد النبوي، ومن أهم الإنجازات بعد توسعة الحرمين، يأتي قطار الحرمين، الذي يعتبر شرياناً أساسياً يربط الحرمين الشريفين مروراً بمدينة جدة، وهو إنجاز تاريخي للعهد السعودي، متمنياً ان تستكمل خطط ربط وسط المملكة من العاصمة الرياض إلى الحرمين الشريفين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وربط الشمال الغربي بالجنوب الغربي مروراً بمدينة جدة، ليتمكن أبناء بقية مناطق المملكة الوصول باستمرار للحرمين الشريفين، واستكمالاً للمشاريع الخدمية لزوار الحرمين الشريفين أتمنى أن يُعاد بناء مستشفى مجاور للحرم المكي الشريف، وقد كان في الماضي مستشفى أجياد بقرب الحرم يقدم خدمة الرعاية السريرية الصحية، والعمليات العاجلة لزوار بيت الله الحرام، وهي خدمة ضرورية جداً لتمركز الزوار والمعتمرين داخل الحرم وفي ساحاته، أو المقيمين في فنادق مكة المكرمة المجاورة للحرم.
إن توفير الخدمات الصحية في مستشفى مجاور للحرم ضرورة، رغم تواجد مستشفيات حكومية في مكة المكرمة، إلا أن وصول المرضى وعلى وجه الخصوص في حالات الطوارئ إلى المستشفيات خارج ساحات الحرم، يعتبر أمراً صعباً جداً لكثافة المصلين في الساحات المحيطة، وفي الشوارع المجاورة، وحتى يتم بناء مستشفى جديد، قد يكون من الضروري إلزام جميع الفنادق المحيطة بالحرم بتخصيص عيادات طبية دائمة في كل فندق، مكونة من طبيب أو أكثر وممرضات، على أن تقدم الرعاية الطبية مجاناً للنزلاء، ولا يكتفى بتوفير ممرض أو ممرضة فقط، لأن حجم التشغيل الكبير للفنادق وبأسعار جداً مرتفعة يتطلب تقديم الخدمة الطبية للنزلاء، وأن الاعتماد على المستشفيات الحكومية خارج نطاق الحرم سوف يؤخر عملية الإسعاف السريع للمرضى.
وإذا تعذر تحقيق الاقتراح، فإن البديل الأسرع هو تخصيص مسار مغلق خاص لسيارات الإسعاف بأنواعها الخاصة والعامة والهلال الأحمر، وبالإمكان أن يكون نفقاً تحت الأرض، أو مساراً مُعلَّقاً من ساحات الحرم إلى أقرب مستشفى حكومي، مع العلم أن هناك ثلاثة مراكز للطوارئ بالمسجد الحرام، الأول يقع في توسعة الملك فهد - الدور الأول، والثاني بالرواق السعودي باب الصفا سابقاً (جوار مصلى الجنائز)، والثالث بالرواق السعودي - الدور الأول، بجوار جسر أجياد، بالإضافة إلى مشاريع مستشفيات خاصة يخطط لإنشائها في السنوات القادمة قريبة من الحرم، وأحدها في مشروع مسار، إلا أن قضية الوصول إلى المستشفيات من ساحات الحرم والفنادق المجاورة للحرم يعتبر أمراً صعباً أحياناً، ولا تتحمل الحالات الصعبة الانتظار طويلاً.
وقد يكون مشروع الإسعاف الطائر أحد الحلول السريعة، ولكنها تحتاج دراسة.