تصنيفُ «QS» من التَّصنيفاتِ المعتمدةِ دوليًّا للجامعاتِ، ويعتمدُ على ستةِ معاييرَ هي: السمعةُ الأكاديميَّةُ 40%، والسمعةُ في مجالِ توظيفِ الخرِّيجِين 10%، ونسبةُ الأساتذةِ إلى الطُّلابِ 20%، ونسبةُ الاقتباسِ البحثيِّ إلى عددِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ 20%، ونسبةُ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الدوليِّين 5%، ونسبةُ الطُّلابِ الدوليِّين بالجامعةِ 5%، والملاحظُ أنَّ هناكَ تباينًا بينَ الجامعاتِ العالميَّةِ والعربيَّةِ والمحليَّةِ في عدمِ استقرارِ أيِّ جامعةٍ على مستوى تصنيفيٍّ واحدٍ، فمثلًا جامعةُ هارفارد تتأرجحُ وفقًا لهذَا التَّصنيفِ بينَ المستوَى الأوَّلِ والمستوَى الخامسِ عالميًّا، وهكذَا هناكَ جامعةٌ تتقدَّمُ وأُخْرى تتأخَّرُ، وأيُّ تصنيفٍ في حقيقتهِ هُو تقييمٌ وفقًا لمعاييرَ معتمدةٍ، وهو مطلبٌ تعليميٌّ للجودةِ وتحسينِ الأداءِ.
إنَّ أداءَ أيِّ عملٍ بحاجةٍ إلى تقييمٍ، سواءٌ في الصحَّةِ، أو التَّعليمِ، أو...؛ بهدفِ الوصولِ إلى الجودةِ العاليةِ في الأداءِ، صحيحٌ أنَّ الخطوةَ الأُولَى لتحقيقِ ذلكَ أنْ تقومَ الجهاتُ نفسُهَا في تقييمِ أداءِ أعمالِهَا (تقييمًا ذاتيًّا) لكنَّ التقييمَ الخارجيَّ سواءٌ كانَ وطنيًّا أو عالميًّا إذا ضُبطَ بمعاييرَ فإنَّه يرفعُ من المستوَى في الأداءِ، حديثًا أوضح تصنيف «QS» وفقَ المعاييرِ المذكورةِ أعلاهُ أقوَى الجامعاتِ السعوديَّةِ في التخصصاتِ الدراسيَّةِ لعامِ 2024، وقد شملت الدِّراسةُ عشرِينَ تخصصًا فقطْ هي: طبُّ الأسنانِ، الكيمياءُ، هندسةُ المعادنِ، الطبُّ، إدارةُ الأعمالِ، هندسةُ البترولِ، الصيدلةُ، الفنونُ والتصميمُ، الرياضياتُ، الهندسةُ المدنيةُ، الهندسةُ التقنيةُ، الهندسةُ الكيميائيَّةُ، علومُ البياناتِ والذكاءِ الاصطناعيِّ، علمُ اللاهوتِ والدراساتِ الدينيَّةِ، الهندسةُ الميكانيكيَّةُ، العلومُ الاجتماعيَّةُ، الهندسةُ الكهربائيَّةُ والإلكترونيَّةُ، علومُ الأحياءِ، العلومُ الطبيعيَّةُ.
وانتهى التصنيف إلى أنَّ جامعة الملك عبدالعزيز كانت أقوى الجامعات السعودية في عشرة تخصصات من أصل تلك العشرين تخصصاً، طبعاً الملاحظ أنَّ هناك تخصصات لم تشملها الدراسة، ولم يأتِ ذكرها في التقرير، كما أنَّ بعضها موجود في جامعات دون جامعات أخرى، فالدراسة هنا مبنية على تخصصات محددة، أو بمعنى أدق على بعض الأقسام العلمية في الجامعات، ولم تشمل كل التخصصات (الأقسام)، ولا شكَّ أنَّ عدمَ ذكرِ بعضِ الجامعاتِ، أو ذكرِ بعضهَا في عددٍ محدودٍ إنَّما يعودُ ذلكَ إلى غيابِ الدراسةِ لتلكَ التخصصاتِ في تلكَ الجامعاتِ، لكنْ يبقَى أنَّ الدراسةَ تطرَّقتْ إلى أشهرِ وأهمِّ التخصصاتِ العلميَّةِ، والتخصصاتِ التِي كانتْ فيهَا جامعةُ الملكِ عبدالعزيز رائدةَ الجامعاتِ السعوديَّةِ هي: (الكيمياءُ، الطبُّ، إدارةُ الأعمالِ، الصيدلةِ، الفنونُ والتصاميمُ، الرياضياتُ، الهندسةُ التقنيةُ، العلومُ الاجتماعيَّةُ، علومُ الأحياءِ، العلومُ الطبيعيَّةُ)، كانَ نصيبُ كليَّةِ العلومِ منهَا أربعةَ تخصصاتٍ هي: (الكيمياءُ، الرياضياتُ، علومُ الأحياءِ، العلومُ الطبيعيَّةُ) وكمَا ذكرنَا هناكَ جامعاتٌ عالميَّةٌ تتقدَّمُ في التَّصنيفِ وفي سنواتٍ أُخْرى تتأخَّر. كذلكَ الحالُ في التخصصاتِ العلميَّةِ فإنَّه ليسَ هناكَ ضمانٌ للمستوَى المتقدِّم والرياديِّ لأيِّ تخصصٍ أنْ يبقَى في المركزِ الأوَّلِ إلَّا الحرصُ الكاملُ لدى القسمِ العلميِّ على مزيدٍ من تحسينِ أداءِ العملِ والجودةِ؛ لأنَّ التقييمَ وفقَ المعاييرِ يكونُ لكلِّ دراسةٍ، ولا شكَّ أنَّ أكبرَ حافزٍ لجودةِ أيِّ عملٍ هو مراقبةُ اللهِ -سبحانَه وتعالَى- في أدائِهِ، وأوسع بابٍ في ذلكَ أنْ تكونَ الأعمالُ خالصةً لوجهِهِ الكريمِ. ففِي ذلكَ خَيرَا الدُّنيَا والآخرِةِ.