الكتابة، دموع قلم تسقط فوق السطور؛ لترسم للقارئ النظيف كلمة صادقة وجملة مذهلة، وكلكم يعلم أن الكتابة «نزف من القلب إلى القلب»، والتي لم تعد ترفاً بقدر ما هي ضرورة، يجد فيها القارئ متنفساً يُخفِّف عنه بعض ضغوط الحياة، وبعض ما يشعر به، ويقول عنه بعض ما لم يستطع قوله من خلال كاتب يعيش معه حبه ومتاعبه وجنونه، والحقيقة أنني شعرت بحزن الصمت، وألم الغياب حين اعتذرت لهذه الصحيفة الموقرة وقرائها الكرام عن الكتابة في رمضان، ليُفاجئني بعض قرائي وقارئاتي بالسؤال الملح عن سبب الغياب، والذي ربما وصل لسعادة رئيس التحرير، الزميل الغالي الأستاذ محمد حسني محجوب، والذي بدوره أصر عليَّ للعودة للكتابة قبل أن ينتهي رمضان، ولأنه كبير في كل شيء، وأنيق في تعامله، ورائع في محبته، تفهَّم ظرفي وأسباب الغياب، فشكراً للغالي النبيل أبوحسني على حبه وطيبة قلبه، والذي حاصرني به وباهتمامه وعنايته من قديم، وكيف (لا) وهو الزميل الذي يُشعرك بأنك الأخ والحبيب والقريب الذي يُحبك أكثر من حبه لنفسه، فها أنذا أعود، وكما يقول المثل «لأجل عين تكرم مدينة»..
أعود لكم قرائي وقارئاتي، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم أجمل، وكل عام ووطننا بخير وأمن وسلامة، متمنياً أن نكون معاً، لأكون معكم أكتب لكم وتكتبون لي عن همومكم وعن متاعبكم، التي اعتادت هذه الزاوية أن تحملها عنكم إلى من يهمه الأمر، وتهمه سعادتكم ويهمه فرحكم وراحتكم..
(خاتمة الهمزة)... شكراً لكل القراء الذين سألوا عن غيابي، وكل الذين لم يسألوا ولم يفتقدوا غيابي، ولأنه (لا) يوجد شيء تحت الكلمات و(لا) فوقها؛ أقولها للجميع: عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة.. وهي خاتمتي ودمتم.