النمو لا يعني التقدُّم بالعمر، ولا يحدث هكذا فجأة، ولكن النمو هو الفاصل بين الذين ينجحون، والذين لا ينجحون، والنمو اختياري لمن يريد، ولكن اختر بحذر، والنمو يعني أن تقود نفسك أولاً قبل أن تسعى إلى قيادة الآخرين، وأن ترعى فريقك كما ترعى نفسك تماماً، فعندما ينمو القائد ينمو الجميع، وعندما يتحسن القائد يتحسن الجميع.
لكي تكون أفضل قائد، عليك أن تقرر أن تقود كما تستطيع فقط، قُد مِن مَوَاطِن قوتك، فأفضل القادة هم من يعرفون من هم، مواطن قوتهم ونقاط ضعفهم، إنهم يرفضون الأفكار المثبطة للعزم، والتي مفادها أنهم يجب أن يكونوا مثل شخص آخر، حتى يقودوا جيداً، فالناس يتبعون القادة الذين يتسمون بالأصالة، ويصدقون القادة قبل أن تصدق رؤيتهم، والنجاح الحقيقي يبدأ من معرفة من أنت، لذلك التغذية الراجعة من الآخرين تعد نعمة، حتى لو بدت سلبية، فهي تتيح التعرف على الذات، وهذا يساعد على تحقيق الأهداف، دائما هناك أشياء أعرفها عن نفسي، متاح للآخرين معرفتها، مثل أنني كاتب، هذه منطقة مفتوحة للجميع لمعرفتها، وهناك أمور أعرفها عن نفسي ولا يعرفها غيري، وهذه منطقة مخفية، مثل لا لن أخبركم بها، وإلا لن تصبح مخفية بعد الآن، وستنتقل إلى المنطقة المفتوحة، وهناك أمور لا أعرفها عن نفسي، لكن الآخرين يعرفونها، وهذه هي المنطقة العمياء بالنسبة لي، لأن بها أموراً غائبة عن عيني، ولا يوجد مثال لها، ولكن. ربما يمكنكم أن تقدموا لي مثالاً عليها، ولأنها قد تكون عيوب لديَّ مثل: الغرور أو الطيبة الزائدة!!، وهناك حقائق لا يعلمها عني أي شخص، ولا حتى أنا، وهذه هي المنطقة المجهولة، وهذه تنكشف عندما نواجه تحديات جديدة، وأقول حينها بأنني لم أكن أعلم بأن لدي هذه الصفة.
القادة الحكماء هم من سيمددون المنطقة المفتوحة، ويعالجون المناطق العمياء، ويتجاوزونها من خلال التغذية الراجعة من الآخرين، وأيضاً من خلال تقييم النفس بشكل دوري، وعدم تجاهل الملاحظات الصغيرة والتعامل معها مباشرة لكي يحولوها إلى نقاط قوة منذ بداياتها.
هل جربت أن تتحدَّى نفسك في أي مجال؟، هل جربت طعم وذائقة الانتصار على نفسك؟، هل تجد لذة الانتصار فقط على الآخرين؟، جاوب بصراحة وسوف تشعر بشيء مختلف في رحلة حياتك، وأيضاً في تعاملك مع الآخرين، وخصوصاً إذا ما كنتَ تقود فريقاً نحو تحقيق أهداف.
(لا جديد في الحياة لمن لا يتعلم!!).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
